google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 عظيمة .. يامصر :-***************
recent
عاجل
Home

عظيمة .. يامصر :-***************

كتب الدكتور خالد مصلحي
عندما تزور الأقصر ( أرض الأجداد ) لمشاهدة آثارها العريقة من معابد ومقابر وعند زيارتك معبد الأقصر 
ستجد مسجد أبو الحجاج فهذا المسجد له  خصوصية تاريخية باعتبار أنه مسجدا أنشيء وسط الحضارات الإسلامية والقبطية والفرعونية ، لذلك فهو يعتبر مزارا تاريخيا والذى يمثل قيم التسامح الدينى ، كما أنه يبعث برسالة سلام للعالم  كله من أرض الكنانة «مصر» ، حيث تجد الكنيسة والمسجد والمعبد يجمعهم مكان واحد وهو ما يندر أن تجدة فى أى مكان فى العالم .
* فمسجد أبو الحجاج الأقصرى  شهد ثلاث حضارات إنسانية، لها كينونة إسلامية، فالمسجد يحتوي على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من أعمدة وتماثيل ونقوش ورسومات، ولا تزال حية على جدرانه، بالإضافة إلى المسجد بقايا كنيسة قبطية قديمة اختفت تحت مبنى المسجد الذي يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار.

* يعود تاريخ بنائه إلى عام 658 هجرية، الموافق 1286 ميلادية، أي مضى على بنائه أكثر من 8 قرون، وتحول إلى قيمة تاريخية وأثرية، وينجذب إليه السياح من كل مكان، ويوجد بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة.
المسجد ساحة مربعة الشكل، مغطاة  بقبو ومدخله الرئيسي يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر.

* يبلغ ارتفاع مدخله 12 مترا، ويخلو من الزخارف الهندسية المعروفة في العمارة الإسلامي، ويعلوه شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر .. و أهم ما يميزه عن بقية المساجد احتواؤه على ‏أعمدة‏ ‏وأعتاب‏ ‏ونقوش‏ مشابهة لمعبد الأقصر، وتم اكتشافها بالصدفة بعد تعرض المسجد لحريق، واكتشف العاملون بالترميم وجود أعمدة أثرية من الطراز الفرعوني مطمورة بالمسجد، وتبين أنها جزء من معبد فرعوني ضخم يغطيه تل من التراب والطمي.

*مئذنة المسجد الأثرية من أعرق وأشهر المآذن بمصر، وتعود إلى عصر أبوالحجاج، وتتكون من 3 طبقات، الأولى مربعة الشكل، والثانية والثالثة على شكل أسطواني، وفي النهاية مجموعة من النوافذ والفتحات، وهي مبنية بالطوب اللبن، والجزء الأسفل المربع مقوى بأعمدة خشبية، ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا تقريباً كما يوجد مأذنة أخري حديثة .
* من هو أبو الحجاج الأقصري:
-  هو العارف بالله الصوفي ( يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الذاهد ) نزح من المغرب لنشر الدعوة الإسلامية فى مصر   ويقال :  أن له قصة مع سيدة الأقصر  حيث كانت تعيش فى هذه المنطقة سيدة قبطية راهبة تدعى ( تريزة  بنت القمص ) وهى أميرة الأقصر .. ويقال أن أبو الحجاج أقام فى خيمة بجوار هذه السيدة وانشغل بالتقوى والورع و تعليم أهالى الأقصر العلم الدينى حتى اشتهر بحسن خلقه ، مما جعل سيدة الأقصر للتعرف عليه ، وقيل أنه تزوجها بعد أن اعتنقت الإسلام ، وسمحت له ببناء المسجد بجوار الكنيسة على ربوة عالية وسط معبد الأقصر ، الذى إعتكف فيه ودفن بضريحه القائم بالمسجد بعد أن توفى عام 642 هجرية  عن عمر ناهز التسعين عاماً وذلك فى عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
* تشرفت بالإشراف على أعمال الترميم والتدعيم من قبل المجلس الأعلى للآثار وذلك بعد الحريق المدمر والذى أتى على بعض العناصر المكونة للمسجد  داخلياً وخارجياً  ، وشملت  أعمال  الترميم والتدعيم العمارة الجديدة و توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة، وتغيير الأسقف، وكان ذلك في يونيو 2007، وأثناء ذلك الترميم كُشف عن جدران المعبد التي كانت مطلية بدهانات تغطى معالم الأثر، وعند إزالتها ظهرت أعمدة وأعتاب عليها كتابات مصرية قديمة ترجع إلى عصر رمسيس الثاني، وكأن النار جائت لتكون في تلك المرة مصدر بناء لا هدم، ومصدر إظهار للجمال لا لطمس الهوية كعادتها، لتظهر تاريخا يختبئ اسفل طلاء كنز اثري بمدينة الشمس، الأقصر تلك الأرض المقدسة.
  وتمت أعمال  الترميم من خلال إحدى الشركات الكبيرة للمقاولات وكان ذلك سنة 2009موقد تزامل مع تطوير الساحة أمام أبو الحجاج والمقابلة لشارع المحطة والتى كانت تحت إشراف اللواء سمير فرج رئيس مدينة الأقصر آنذاك.
*******************
نقل وإعداد لحق المعرفة بضرورة بذل الجهد للحفاظ على هويتنا من خلال الترميم المدروس والمستفيض لتراثنا المعمارى والدينى.
  مع تحياتى
author-img

الادارة العامة

Comments
    No comments

      NameEmailMessage

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير