بقلم عماد فرح رزق الله.
اعلام سياسي محافظة أسيوط
تلك اللحظات حين تتوقف الأفكار فجأة يتوقف العتاب الداخلي.
لا تنظر إلى الماضي، غيرُ آبهٍ بالمستقبل، وكأنك حتى لستَ هنا ولستَ في اللحظة، كلُ شيءٍ على ما يُرام، تشعُر بسعادةٍ غامرة، تشعُر بنشوةٍ هادئة، وكأنك كائنٌ لا كائن، لست بحيران ولست بمتردِّد ولستَ بمُندفع، فقط مُتقبل لِما أنتَ عليه عاشقٌ لكل ما أنتَ هو، هكذا تأتي تلك اللحظات.. ويرحل زائري الجميل من جديد..
هناك لحظات تبدو كـ عُمر كامل، وأيام ليس لها من قيمة، فكلما عظَّمنا اللحظة دون نزوع ودون عاصفة ودون إرادة ودون طلب، كلما شعرنا هذه التجربة المهولة المدهشة -احتراف أن تكون دون أن تكون- وتملأ ما فيك في اللحظة التي بين يديك والهدوء المجنون الذي اختزلت من نسج خيالك -كم عظيمة هي التجربة وكم مسكين هو الإنسان.
أحاول جاهداً أن أتمسكَ باللحظة، أن أُدرك الوقت، مُنبثقٌ أنا من الماضي، مُنغمسٌ في المستقبل، فأين هي اللحظة، لا يتوقف الوقت.. لا يتوقف.. كل ما أستطيع فعله، أن أجلس أن أتأمل، أُراقب النزوع الذي في داخلي، أُهدئ من روع العاصفة، فجزءٌ مني يود أن يخرج ويحتظن العالم كله، وجزء آخر يعتزل العالم بأسره، أحاول أن أُدرك اللحظات أن أتشبث بالدقائق، ولكنها تمضي وتمضي وتمضي وتمضي..
