google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 الجرح والزكرى
recent
عاجل
Startseite

الجرح والزكرى

قصه قصيرة
بقلم… عماد فرح رزق الله
(الدولة مصر)
جلست الصبية التى عمرها الثالث عشر. 
الى جانب امها تستمع اليها وهى تروى لها رواية ابيها الراحل؛ ورغم ان الصبية لم تذكر عن ابيها  منذ ان فارقها من سنوات سوى الشئ القليل. 
حينما كان يحملها ويداعبها الاانها كانت. 
تشعر بانه كان قريبا منها وانفاسه تلاصق انفاسها. 
نظرت الام بحنان كبير الى ابنتها وهى. 
تقول: حسنا… لقد اعدت عليك الحكايه 
عشرات المرات لكنى لن اخيب رجاؤك مادمت لاتشبعين من سردها. 
انه.. ابى افتقدته يامى؛ لو انه كان معنا. 
لكانت حياتنا افضل. 
كان ابوك رجلا شريفا فاضلا.. 
وكانت يده نظيفه عرف بين اقرانة بالنزاهة والاخلاص. 
ولكن هكذا شاءت الاقدار ان يفارقنا فى ساعة.. لم نكن نحسب حسابها. لقد مات. مقتولا اتدركين ذلك؟ 
رفعت الصبية راسها من خلال شعر اشقر وعينين صفراوين قائلة :
ادرك ذلك يامى وافهمه. 
كان عائدا عصر ذلك اليوم الى الدار 
واذا بيد غادرة واذا بيد غادرة تطلق عليه النار ثم تلوذ بالفرار..
هكذا كانت الحدثه كما رواها شهود عيان. ترى من فعل ذلك.. هل كان له اعداء؟ 
لا يابنتى لا.. لم يكن له عدو البتة.. لقد احبه الناس بعد ان بادلهم ذلك الحب. 
والجانى الم يعرفة احد؟ 
اتظنين ان اباك فقط قتل على هذة الصورة. الاف مثلة قتلوا قتلو هكذا
وليس ثمة خيط رفيع لمعرفة الجناة 
او هكذا يقولون. 
اين القضاء من هذا كلة؟ 
واين  هى العدالة؟ 
اتعقل ان تزهق ارواح الناس دون معرفه الجناة.. 
ما تزالين انت على الفطرة ياحبيبتى… 
ان هذا الوطن يعيش الان واليوم اسوا اوقاته.. لم نكن نعرف هذا من قبل 
الا انه منذ ان جاء الاحتلال الى اوطاننا 
تغيرت الاخلاق وسادت الفوضى. 
واضطرب الامن والامان.. 
من جديد احتضنت الام ابنتها وغمرتها بوابل من القبلات. 
ليست لها سواها وهى بذرة ابيها.  تؤام روحها.. 
لم تعد لذة الحياة مجدية لولا انها بقربها. 
ياله من جرح اليم  يمزق فؤادها  كل يوم بل كل ساعه
منذ رحيل زوجها  العزيز.. 
اصبحت حياتها خاويه  منذ ذلك الحين. 
غير انها تجد فى ابنتها ملاذا فى هذة الحياة. 
كل ساعه تتذكر الحادثه حتى فى نومها.. 
حادثة مشئومة جزعت لها جزعا.. 
حتى تفيق وتجد فى ابنتها الملاذ الوحيد. 
ووجه ابنتها يحيى بادرة امل تلوح لها من بعيد.. 
تنقذها من جحيم الفراق الذى يجتاح كيانها.. 
وقالت الصبية بعد فترة صمت.. 
انت شجاعه يامى وقفت وحدك تواجهين هذة المحنه.. 
بصلابه وها انا ارك تزاولين مهنه الخياطة  لتوفرى لنا لقمة العيش
من غير ذل او سؤال لاحد.. 
اجل لا اريد ان اكون عاله على احد  وعزة النفس هى خير الف مرة من السؤال..
اتريدين ان ازل بعد ذلك العيش الكريم. 
لا وروح ابى لا ترضى بذلك . 
صبية ذكية  تشعر بالمرارة لفراق ابيها.. 
وبالرثاء لامها
author-img

الادارة العامة

Kommentare
    Keine Kommentare

      NameE-MailNachricht

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير