★اللواء.أ.ح. سامى محمد شلتوت.
• يجمع العصر القبطي تاريخ مصر المسيحية بخصائصه و أحداثه بين المفهوم الديني لإنتشار المسيحية به والإنتماء الوطني كونه يُشكل أحد جذور كل الشعب المصري لأنه جذر ثقافى حضارى أشمل من حصره في العقيدة الدينية فقط.
• حيث شهد إزدهارا فكرياً و ثقافياً ولغة وفنون وعمارة وموسيقى قبطية إستوحت صفاتها من البيئة المصرية ، كما أنه يُعد نتاج التفاعل الروحي للقيم المسيحية مع تاريخ المسيحية ذاتها ..
• ويُحدد ذلك العصر وفق بعض الآراء مع بدايات القرن الأول وتمتد خلال الفترة الإسلامية بمقوماتها الحضارية والفنية إلي القرن الثامن الميلادي ، حيث مازالت هناك غالبية من الأقباط علي المسيحية و مازالت اللغة القبطية مُستعملة آنذاك في مناطق عديدة ، وينقسم لمرحلة النمو بدخول المسيحية لمصر بمنتصف القرن الأول ومرحلة الإزدهار بداية بالتقويم القبطي 284م .
• ثم صدور مرسوم ميلان سنة 313م ومرحلة الإنكماش بداية من تعريب الدواوين سنة 706م ومرحلة الإمتداد لأن حضارة العصر القبطي ليست أحداث ماضية مرّت وإنتهت ولكنه تراث ممتد ومتواصل.
• وتعود أهمية دراسة العصرالقبطي إلى نقطتين بارزتين :
١- الأهمية الروحية:
قدمت مصر فيه نماذج روحية ودينية عظيمة من آباء وعلماء و رهبان وشهداء فى ظل عصرعاشت فيه القيم المسيحية عمليًا لا نظريًا ،وهو عصر يُجسد شخصية مصر فى حفاظها على استقلاليتها خلال الاضطهاد الديني زمن الإمبراطور دقلديانوس ،كما أنها أنجزت الرهبنة الديرية بمؤسساتها والكنيسة بنظمها وانتقلت منها لمختلف مناطق العالم ، وتعتز مصر بأنها استضافت العائلة المقدسة لمدة ٣ سنوات و١١ شهر بحسب بردية نشرتها جامعة كولن الألمانية سنة 1997م .
٢- الأهمية الموضوعية التاريخية: هو عصر يُعد جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر القومى ولا يمكن إغفاله لأنه سادت فيه المسيحية التى لا تسود الآن ، ولذا لابد من تدريس الحقبة القبطية بإعتبارها حلقة من حلقات تاريخ مصر كى نفهم ذلك التسلسل ، ونحن لن نستطيع بناء قوميتنا بناءًا سليمًا مؤسسًا إلا إذا درسنا تلك التحوّلات الروحية دراسة علمية جادة لأننا بدون فهم تلك الحياة الروحية للشعب المصري لن نفهم من تاريخنا شيئًا ، كما أن الفن القبطى تلتقى عنده جميع الفنون فى مصر.
