متابعه: مدحت ماهر
**************************
تعتبر الحمير الوحشية رمزًا لمعاطفها المميزة ولكن هل تساءلت يومًا ما إذا كانت الحمير الوحشية بيضاء مع خطوط سوداء أو سوداء مع خطوط بيضاء؟
لون الحمار الوحشي
يبرز اللون الأسود والأبيض المذهل لجلد الحمار الوحشي في تناقض صارخ مع الأراضي العشبية الجافة ذات اللون البني والأخضر والأراضي العشبية الخالية من الأشجار وغابات السافانا في مناطقهم الأصلية في شرق وجنوب إفريقيا، وفقًا لمؤسسة الحياة البرية الأفريقية.
هذه الخطوط فريدة لكل فرد. هناك ثلاثة أنواع من الحمار الوحشي تعيش اليوم:
إعلان
حمار وحشي السهول (Equus quagga)
والحمار الوحشي الجبلي (E. zebra)
وحمار Grevy (E. grevyi)
ولكل نوع من هذه الأنواع نمط مخطط مختلف أيضًا بالنسبة للبعض، تكون الأجزاء الداكنة من جلدهم سوداء، في حين أن البعض الآخر ذو لون بني ، وبعضها يحتوي على خطوط فقط على أجسادهم ولكن ليس على أرجلهم.
ونوع فرعي منقرض من حمار وحشي السهول يسمى quagga ،(E. quagga quagga) كان لديه حد أدنى من الخطوط على رأسه وعرقه ورقبته، وفقًا لمشروع Quagga.
على الرغم من هذه الأنماط والألوان المختلفة، فإن كل الحمير الوحشية لها نفس لون الجلد: الأسود، كما قال تيم كارو، عالم البيئة السلوكي والتطوري وعالم الأحياء في جامعة كاليفورنيا، ديفيس.
ومع ذلك فإن هذا لا يجيب على السؤال عما إذا كان الفراء أسود مع خطوط بيضاء أو العكس. لذلك، علينا أن ننظر إلى الخلايا الصباغية للحمار الوحشي أو الخلايا التي تنتج الصبغة لفرائها.
على الرغم من أن الحمر الوحشية لها جلد أسود، إلا أن عمليات النمو المختلفة تحدد لون فرائها، تمامًا مثل الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة يمكن أن يكون لديهم شعر داكن، على حد قول كارو.
في الواقع، الحمر الوحشية لها لون فاتح أكثر من الشعر الداكن بطونها عادة ما تكون فاتحة، لذلك قد يبدو أن الحمير الوحشية بيضاء مع خطوط سوداء.
لكن ليست هذه هي المسألة. إليكم السبب: تنمو كل قطعة شعر سواء كانت فاتحة أو داكنة، من بصيلات مليئة بالخلايا الصباغية، وفقًا لمراجعة عام 2005 في مجلة Journal of Investigative Dermatology.
وتنتج هذه الخلايا صبغة تحدد لون الشعر والجلد. يُعرف هذا الصباغ بالميلانين، ذكرت Live Science سابقًا أن الكثير من الميلانين يؤدي إلى ألوان أغمق مثل البني الداكن أو الأسود، بينما يؤدي القليل من الميلانين إلى ألوان أفتح، مثل البندق أو الأشقر.
والفراء الأسود للحمار الوحشي مليء بالميلانين لكن الميلانين غائب من الفراء الأبيض في جوهره، لأن البصيلات التي تشكل خطوط الشعر الأبيض قد أوقفت الخلايا الصبغية، مما يعني أنها لا تنتج الصباغ.
وقال كارو لـ Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني إن إنتاج الميلانين من الخلايا الصباغية: "يُمنع أثناء نمو الشعر الأبيض ولكن ليس الشعر الأسود".
وبعبارة أخرى، بالنسبة للحمار الوحشي، فإن الحالة الافتراضية للحيوانات هي إنتاج شعر أسود، مما يجعلها سوداء مع خطوط بيضاء، وفقًا لبريتانيكا.
العمليات البيولوجية الدقيقة وراء خطوط الحمار الوحشي غير معروفة ولكن في الفئران الأفريقية المخططة (Rhabdomys pumilio) التي لها خطوط فاتحة وداكنة تمتد على طول أجسامها ذات الفراء يكون الجين Alx3 أكثر نشاطًا على طول الخطوط الفاتحة من الخطوط الداكنة وفقًا لـ دراسة عام 2016 في مجلة Nature.
وجد الباحثون أن Alx3 يوقف بشكل فعال الجين المنظم الرئيسي المسؤول عن تطور الخلايا الصباغية، مما يؤدي إلى شعر فاتح اللون.
لماذا الحمار الوحشي أسود مع خطوط بيضاء؟ هذا النمط الفريد قد يمنع الذباب القضم وفقًا لبحث أجراه كارو وزملاؤه، في دراسة نُشرت في عام 2020 في مجلة Proceedings of the Royal Society B، وجدوا أن ذبابة الخيول الأفريقية هبطت بشكل أقل تكرارًا على الخيول التي ترتدي سجادًا مخططًا أو مربوطًا مقارنةً بالخيول التي ترتدي سجادًا صلبًا.
ويمكن أن يحمل هذا الذباب اللاذع أمراضًا قاتلة للحمر الوحشية، قال كارو: "هناك عدد قليل جدًا من الثدييات ذات خطوط متباينة مثل الحمار الوحشي".
وتابع: "تمتلك okapi خطوطًا متشابهة على الردف ، ولكن بخلاف ذلك، لا توجد أنواع أخرى لها خطوط سوداء وبيضاء مميزة حقًا. أظن أن وظيفة ردع الذباب تنفرد بها الخيول لأنها معرضة جدًا للأمراض التي تحملها عضات معينة، يطير في أفريقيا".
الزواج عند الحمار الوحشي
هناك نمطان من الحياة الاجتماعية لدى حمير الوحش، الأول هو النمط المنفتح الذي تنفرد به حمير الوحش جريفي، والثاني هو النمط المحافظ لحمير الوحش الجبلية والسهلية.
حيث تعيش حمير الوحش السهلية والجبلية حياة اجتماعية، ويتكون قطيعها من ذكر واحد وعدَّة إناث مع الأطفال، تجتمع في أوقات معينة من السنة مع قطعان أخرى لتشكل قطيعاً كبيراً من بضع مئات.
لكن العلاقات بين القطعان ليست قوية حيث تبقى العائلة الصغيرة قائمة.
لكن الأمر مختلف مع حمير الوحش من نوع جريفي التي لا تمتلك التزاماً من الإناث تجاه ذكر واحد ولا تعيش ضمن قطعان أو عائلات مترابطة.
لكنها على الرغم من ذلك أكثر ميلاً للاستقرار في الموئل ويقوم الذكور كما ذكرنا بتحديده بنشر البول والروث وهم المسؤولون عن حمايته، كما أن الأنثى تترك صغارها بعد شهور قليلة.
