★اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.
•منذ أيام قامت مصر بتوقيع أكبر معاهدة في تاريخها لتصدير الطاقة إلي أوربا ، وتبدء بتصدير تسعة مليار م³. من الغاز المسال لتصل الإمدادات المصرية بعد سنتان إلي أربعين مليار م³ .وذلك بالتعاون مع إسرائيل من خلال خط الغاز الإسرائيلي الذي يربط الآبار الإسرائيلية بمصانع الإسالة المصرية ، وستقوم أوربا بمساعدة مصر بكل الإمكانيات المتاحة في مجال البنية التحتية الخاصة بالطاقة سواء تصنيع أو إكتشافات أو إستخراج أو توصيل ، فالكابل المصري للكهرباء المتجه إلي أوربا عبر اليونان سيساعد كثيراً في خفض الأضرار التي لحقت بأوربا من جراء قطع إمدادات الغاز الروسي .
•فالفائض المصري الآن من الكهرباء يتراوح بين سبعة وعشرين ألف ميجا وات إلي خمسةو ثلاثين ألف ميجا وات حسب الإستهلاك المحلي، وتصدر مصر الكهرباء الآن إلي ليبيا و السودان و الاردن و {٣٠٪} من إحتياجات فلسطين ،خط ربط مع السعودية وخط ربط مع قبرص ، وخط ربط مع اليونان ثم التصدير إلي أوربا عبر الكابل البحري الذي يمر باليونان و يستغرق تنفيذه ست وثلاثين شهراً لتنفيذه مر منهم إثنين وعشرين شهراً .
• تكثف مصر كل جهودها وأولوياتها للملف الهيدروجين الأخضر وهو مصدر الطاقة الجديد الذي سيعتمد عليه العالم بديلاً للوقود ويتميز الهيدروجين الأخضر بأنه صفر كربون لا يصدر عوادم نهائياً كما أنه أقوي بثلاث أضعاف من الوقود الحفري المستخدم الآن ، بما يعني لو أن سيارة تسير عشرة كم لكل لتر من البنزين ستسير ثلاثين كم بكل لتر من الهيدروجين وبدون عوادم ويمكن إستخدامه في القطارات والطائرات و السفن وكل المركبات والألات المستخدمة بالوقود الحفري ، والهيدروجين الأخضر. و يتم إستخراجه عبر عملية معقدة تسمي التحليل الكهربائي بالماء ، ولا يمكن في هذه العملية إستخدام تيار كهربائي إلا من خلال محطات الطاقة الكهربائية النظيفة و المتجددة فقط لاغير { طاقة كهرومائية ، طاقة شمسية ، طاقة الرياح } وقد أنشأت مصر أكبر محطات شمسية في العالم مثل «محطة بنيان» التي إعتبرت أهم مشروع للكهرباء النظيفة لعام ٢٠٢١ ، وأقامت مصر أيضاً أكبر محطة توليد طاقة كهربائية بالرياح «محطة جبل الزيت » ، وتقوم ايضا مصر بتوسيعات هائلة في بحيرة ناصر ومحطات توليد الطاقة بالسد العالي لزيادة الطاقة المستخرجة من السد ، وستصل نسبة إستخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بمصر سنة ٢٠٣٠ إلي نسبة{٤٠٪}من إجمالي الطاقة التي تولدها مصر بالكامل من الكهرباء ، وبذلك تكون مصر أكبر دول العالم في إنتاج الهيدروجين الأخضر .
• لقت قامت النهضة الحديثة لدول الخليج علي البترول ، وقامت نهضة دول حديثة مثل قطر علي الغاز الطبيعي ، وتنوي مصر أن تقوم نهضة دولتها الحديثة علي الهيدروجين الأخضر الذي سيكون بديل للبترول و الغاز و ستعتمد عليه دول أوربا وأمريكا إعتماد كليا للحفاظ علي الكرة الأرضية من التلوث و الإحتباس الحراري الذي أصبح يهدد العالم بالغرق نتيجة ذوبان الثلوج بالقارة القطبية الشمالية بعد إرتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية .
• وقامت مصر بأضخم مشروعات في العالم في هذا المجال وصلت تكلفتها إلي أربعة مليارات دولار حتي الآن ، تم ضخهم في ثمانى مشروعات أهمها مشروع تزويد السفن العابرة لقناة السويس بالهيدروجين الأخضر بدلاً من الوقود الحفري وبدلاً من ذهابها إلي منطقة جبل علي بالإمارات العربية المتحدة للتزود بالوقود ، وعدة مشروعات أخري في إنتاج الكهرباء من خلال الهيدروجين الأخضر ، وأيضا مشروعات لتحويله إلي مادة المونيا و الأسمدة و العديد من المواد التي تستخدم في الصناعة .
•وتعول مصر كثيراً علي المؤتمر العالمي COP27 للحفاظ علي مناخ كوكب الأرض والذي سيقام بشرم الشيخ بحضور رؤساء وملوك وأمراء ورؤساء حكومات {٩٠٪} من دول العالم ، ويستمر المؤتمر لمدة أحدى عشر يوماً من (٧ إلي ١٨) نوفمبر ٢٠٢٢. وتستهدف مصر من خلال هذا المؤتمر إدخال إستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر لا تقل عن عشرة مليار دولار ، فمشروعات الهيدروجين الأخضر هي أهم الخطط العالمية للحفاظ علي مناخ الكرة الأرضية ومصر هي أكبر دولة تمتلك إمكانيات وبنية تحتية ومشروعات بهذا المجال ويتوافر لديها أكبر مصدران طبيعيان لتوليد الهيدروجين الأخضر وهما الشمس و الرياح ، فأذا أراد العالم الحفاظ علي كوكبه من الدمار و الغرق فعليه بالإستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر بمصر .
و تم إختيار مصر لأستضافة أكبر مؤتمر عالمي سيحضره كافة دول العالم يتعلق بمستقبل مناخ الكرة الأرضية .
•في سياق آخر منذ أيام قليلة عادت مرة أخري للواجهة أخبار صفقة القرن العسكرية بين مصر وإيطاليا والتي ستصل إلي عشرة مليار دولار ، وبتسهيلات أئتمانية كبري وبأسعار أثارت تساؤلات كافة دول العالم كيف تقوم مصر بشراء أربعة وعشرين مقاتلة تايفون بمبلغ ثلاث مليار دولار فقط لا غير ، فحين أن صفقة دولة قطر تخطت تكلفتها سبعة مليار دولار وهنا يكمن السر فى شركة {أيني} الإيطالية حيث وقّعت مصر، من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، إتفاقية تسمح بزيادة إنتاج الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال مع شركة«إيني» الإيطالية ، تأتي هذه الإتفاقية بهدف تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا، وتحديداً إلى إيطاليا، في سياق سعي الأخيرة إلى التحوّل للإقتصاد منخفض الكربون و ستوفر الإتفاقية، جنباً إلى جنب مع الإتفاقية الموقعة لإعادة تشغيل مصنع تسييل دمياط العام الماضي، شحنات الغاز الطبيعي المسال بأحجام إجمالية تصل إلى ثلاث مليارات متر مكعب في عام 2022، لمحفظة «إيني» للغاز الطبيعي المسال المتجه إلي إيطاليا ، كما أن إيطاليا عقدت إتفاقيات مع مصر بشأن الهيدروجين الأزرق و الذي يتم إستخراجه من الغاز الطبيعي ويختلف الهيدروجين الأزرق عن الأخضر بأنه يتم إستخراجه عبر الغاز الطبيعي و يكون بداخله كمية من الكربون لكن تعادل {١٠٪} من كميات الكربون المتواجدة بالوقود الحفري ولديه قوة تشغيل ضعفين قوة الوقود الحفري ، وأيضا تسعي إيطاليا من خلال شركة أيني أن يكون لها نصيب في كعكعة الهيدروجين الأخضر المصري ، وأيضا طالبت إيطاليا بأن تكون أول الدول الأوربية التي يصل أليها كابل الكهرباء المصري الممتد عبر اليونان بالبحر المتوسط ، فأيطاليا أحد الدول التي تؤمن بأن حل أزمة الطاقة لديها سيكون لا يقل عن {٥٠٪ }منه بأيدي الدولة المصرية ، وتريد شركة أيني التوسع في إكتشافات الإحتياطات المصرية من الغاز الطبيعي في البحر المتوسط لكن تربط مصر هذه الخطوة بزيادة حجم قواتها العسكرية البحرية مما كان له أثر كبير في تسليم مصر فرقاطتين فريم برجاميني فوراً كانا مخصصان للبحرية الإيطالية ، و التعاقد علي أربعة قطع فريم ا٦ضافية مزودين بعدد {٣٦} خلية إطلاق بجانب {٢٤} لانش صواريخ لحماية أبار الغاز المصرية القريبة من الساحل .
- هذه المعلومات الإستراتيجية الضخمة توضح صورة مستقبل مصر بكافة المجالات .
