★اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.
• سوف تظل أرض الكنانة منبع الأسرار التاريخية والإلهية.فقد توصل علماء مصريون أجروا بحثاً على صخرة فضائية مكتشفة في مصر قبل خمسة وعشرين عاماً أن الصخرة ربما تكون أول دليل على الأرض على حدوث إنفجار سوبر نوفا نجمي نادر. وقام الباحثين بتحليل عينات من الحجر المسمى {هيباتيا} اُكتشف في مصر قبل ربع قرن، ووجدوا أن تركيبته الكيميائية ونقوشه، تشير إلى أنه يحتوي على أجزاء من سحابة الغبار والغاز، التي تحيط بالسوبر نوفا {المستعر الأعظم}
• تحدث هذه الإنفجارات النجمية، التي تعد من أكثر الإنفجارات نشاطًا في الكون، عندما يلتهم نجم قزم أبيض كثيف نجمًا قريبًا آخر، وقال الخبراء إن مزيج الغبار والغاز من مثل هذا المستعر الأعظم قد يتحول تدريجيًا إلى مادة صلبة على مدى مليارات السنين، قبل تشكيل الجسم الأم الذي أتت منه {هيباتيا}.ويقول عالم الكيمياء الجيولوجية { يان كرامرز} من جامعة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا إنه بمعنى ما، يمكننا القول إننا حصلنا على أثر إنفجار سوبر نوفا، إذ حلل الباحثون عينة صغيرة من {هيباتيا} للعثور على أدلة حول مكان وجود الحجر وكيف تشكل.
• وقد وجد العلماء أن الحجر المكتشف في مصر يحتوي على مستوى منخفض بشكل غير عادي من السيليكون والكروم والمنجنيز، مما يعني أنه من غير المحتمل أن تكون تشكلت في النظام الشمسي الداخلي،كما تحتوي على مستويات عالية من النحاس والكبريت و الحديد والفوسفور والفاناديوم، وهو ما قال العلماء عنه إن هذا التركيب مختلف تمامًا عن أي جسم موجود في مجرة درب التبانة.
وإستبعد تحليل العلماء في البحث الذي نُشر في مجلة {Icarus} إحتمال تشكل الحجر من نجم أحمر عملاق أو مستعر أعظم من النوع الثاني، مع إستبعاد الأخير لأن الصخر يحتوي على الكثير من الحديد مقارنة بالسيليكون والكالسيوم، لذلك يعتقد الخبراء أنها بقايا إنفجار سوبر نوفا{مستعر أعظم} نادر.وقال كرامرز: {إذا كانت هذه الفرضية صحيحة، فإن حجر هيباتيا سيكون أول دليل ملموس على الأرض لإنفجار مستعر أعظم من النوع الأول، ويُظهر أن طردًا فرديًا شاذًا من الغبار من الفضاء الخارجي يمكن أن يندمج بالفعل في السديم الشمسي الذي تشكل نظامنا الشمسي منه دون أن يختلط تمامًا}.
• والمستعر الأعظم حدث فلكي يحدث خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، حيث يحدث إنفجار نجمي هائل يقذف فيهِ النجم بغلافهِ في الفضاء عند نهاية عمره. ويشير التركيب الكيميائي لحجر هيباتيا، والذي تم إكتشافه لأول مرة في مصر عام 1996م، إلى أنه قد يحتوي على غبار وغاز كان يحيط ذات مرة بنوع هائل من المستعرات الأعظمية، وهو الإنفجار المذهل لنجم محتضر.و تحدث المستعرات الأعظمية من النوع ﴿Ia ﴾ عادةً داخل سحب الغبار حيث يشترك قزم أبيض، أو قشرة ذبلت لنجم منهار، في مداره مع نجم أكبر وأصغر لا يزال لديه بعض الوقود ليحرقه.ويستخدم القزم الأبيض الأصغر حجمًا والأكثر كثافة جاذبيته الهائلة لإنتزاع بعض وقود النجم الأصغر سناً، والذي يتغذى عليه بلا هوادة، ويمد النجم الأصغر إلى شكل دمعة، مع نمو القزم الأبيض مصاص الدماء بشكل كبير بما يكفي لتشتعل التفاعلات النووية في جوهره. بعد وميض ساطع مفاجئ، ينفجر إنفجار سوبرنوفا هائل يقذف المحتويات المشعة لكلا النجمين إلى الخارج لتختلط وتندمج مع الغبار.
• وفي حالة حجر هيباتيا، من المحتمل أن يكون مزيج الغبار والغاز قد إنجرف عبر الفضاء على مدى مليارات السنين حتى وصل إلى الفناء الخلفي الكوني الخاص بنا، وتصلب في النهاية إلى الجسم الأكبر لحجر هيباتيا في وقت ما أثناء ولادة نظامنا الشمسي، يقترح البحث الجديد بمجرد تشكيلها، على الأرجح في مكان ما في النظام الشمسي الخارجي، إندفعت الصخور في النهاية إلى الأرض، وتحطمت إلى شظايا أثناء هبوطها.
