google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 رحلة غربة الأباء إلى الحياة الأبدية
recent
عاجل
Startseite

رحلة غربة الأباء إلى الحياة الأبدية

★اللواء.أ.ح.سامى شلتوت.
•قصة واقعية يحكيها دكتور تمثل حال معظم المغتربين فى مصر بحثاً عن حياة أفضل لأولادهم...

•• و أنا صغير كان والدي مسافر السعودية ... كان ديما يكلمني و يقولي شد حيلك عاوزك تطلع الأول علشان أخدك معايا السعودية ... سألته : هي السعودية حلوة يا بابا؟
كان يقولي : طبعا ... انا باكل احسن أكل و بخرج و اتفسح و اشتري كل اللي في نفسي ... إطلع انت الأول بس و انا هاخدك تجيب كل اللي بتتمناه ... و تسرقه الغربة من حضني .. و أطلع كل سنة الأول و كل مرة اتصل بيه و أقوله .. هاتاخدني السعودية إمتى.. ؟ يقولي بجهز الورق خلاص .. المهم انك تشد حيلك و تدخل كلية الطب و تشرفنا.. و بالفعل دخلت كلية الطب .. و لسه عندي أمل أسافر عنده .. و أعيش في المتعة إللي كان بيحكي عنها ... و هو كل مرة يرد .. لسه بجهز الورق يا حبيبي ... و في رابعه كلية يتعب والدي تعب شديد .. و الدكاتره  نصحوه انه ينزل مصر جنب ولاده ... و فعلا ينزل و يقعد معايا أيام قليلة أوي و يتوفي ... و هو في حضني ... و بعد ما كان بيجهز هو الورق علشان أسافر .. كنت بجهز انا أوراق وفاته !!
وتمر الايام ... و اخلص دراستي... و سافرت السعودية ..
اول ما وصلت المطار لقيتني بكلم نفسي :
" انا جيت السعودية اخيرا يا بابا ... بس انا لوحدي "
كان نفسي أجي و أكون معاك .. و يكون حضنك ليا و انت عايش ، و احس بضمتك ليا و انت فرحان بابنك إللي كبر و بقي طولك ... و كانت الصدمة ... لما روحت المكان اللي كان عايش فيه ... و اكتشف انه كان بيضحك علينا ... و هو حارم نفسه و مضحي بسعادته و فرحته و عمره علشان إحنا نعيش أفضل عيشة و ناكل و نشرب أحسن اكل ... صدمة عمري ... لما عرفت انه كان قاعد في اوضة صغيرة و سرير على قده و شوية هدوم للشغل يادوب و اكله شوية زبادي على حليب على فول ... كل ده علشان يوفر كل مليم لأولاده و يخليهم مبسوطين !!
صدمة عمري لما عرفت انه كان عنده سرطان بالكبد و عمل عملية حقن كيماوي و هو بطوله في الغربة من غير ما يقول لينا علشان ماحدش يقلق ونقصر في دراستنا ... هي دي الحياة اللي كنت بتحكي عنها يا بابا في السعودية؟ كنت بتشجعني اشوف و احلم باللي انت حارم نفسك منه ..
رسالة لكل ابن : الأب عمره ما هايتكرر في حياتك و يوم ما يغيب من الدنيا هاينكشف ظهرك وهاتفقد متعة كل حاجه جواك . الأب ابتسامته قدام عنيك حياة ، عطفك عليه جنه ، بوستك لراسه بلسم ، انك تطيع أوامره و تسمع لنصايحه مدرسة عمرك ما هتلاقيها غير فيه ...  الأب لما بيحرمك يبقى بيقوي قلبك ، و لما يعلق علي تصرفاتك يبقى عايزك احسن منه ، و لما يغضب عليك يبقى بيقومك ... جايز تختلف الأحداث و الأدوار من شخص لشخص ... لكن قصة الأب  واحدة في كل بيت  .

٭اللهم أغفر لأبي وأرحمه وأسكنه فسيح جناتك وكل أباء وأمهات المسلمين يا رب العالمين
author-img

الادارة العامة

Kommentare
    Keine Kommentare

      NameE-MailNachricht

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير