بقلم /ريم عبدالعزيز
شؤون الاسره والطفل- النمسا 🇦🇹فيينا
الوطنيه نيوز اوروبا
بعد هجره جاليات مسلمه وعربيه كبيره جدا الي أوروبا وخصوصا في عام ٢٠١٥ ومابعدها ، بدأت حكومات الدول الاوروبيه تدعو هؤلاء بشكل مكثف الي الاندماج في مجتمعاتهم وثقافتهم وعاداتهم . بدأت البلديات باقامه ورش اندماج ودورات تدريبيه لتعليم المهاجرين اللغه وتعليمهم كيفيه التواصل المجتمعي لإيجاد فرص عمل أو فرص تعليميه تفيد المجتمع .كما تقام ندوات عن أساليب التربيه النموذجيه الصحيحه (من وجهه نظرهم ). قامت منظمات عده، بدعوه الحرفيين لتقييم حرفتهم وامكانيه تشغيلهم في سوق العمل وايضا دعوات لخريجي الجامعات وذو الشهادات العليا ،للبدء في معادله شهادتهم وتمكينهم من الوصول إلى مناصب في مجالات عده. ولكن و اسفاه ..
هناك من اندمج بشكل كلي وتخلي عن مبادئه و عاداته وتقاليد وربما دينه الاسلامي وهو امر مرفوض كليا ولم يفيد المجتمع الأوروبي باندماجه و يسيئ الي المسلمين جميعا و هناك من اعتدل في الاندماج واستطاع ان يمزج بين الثقافه الإسلاميه والثقافه الاوروبيه ، ومنهم من انشأ جيل مسلم مثقف متحمل مسؤوليه إظهار ثقافته ونشأته الحسنه .وهذه هي أصعب التحديات التي تواجه المسلمين في أوروبا بشكل عام .
الاندماج ليس مجرد عملية تقارب فكري او تعلم لغه ، بل هو نقاش تواصلي بين المهاجرين وسكان البلد الأصلي من أجل إيجاد أوجه التشابه والاختلاف فيما بينهم، ولتحمل المسؤولية بشكل مشترك. الاندماج ليس فقط مطلبا من جانب واحد على المهاجرين ، ولكن أنه تطوير مجتمع متعدد الثقافات والاديان والتضامن وتكافؤ الفرص ، والذي يعمل على أساس الحقوق الأساسية.
الاندماج هو اختبار قبول المجتمع في كل موقف في الحياة اليومية. يجب أن يتسم تعايشنا ، باحترام ثقافة اوروبا وتقاليدها. وهذا يشمل تعلم اللغة المحلية والتعرف على تقاليد وقيم وتاريخ وأصول البلد.
يتعلق الأمر أيضا بأهمية النظام الديمقراطي الأساسي في اوروبا، والمساواة في الحقوق وحرية الدين والرأي. يجب ألا يقبل جميع المهاجرين بهذه القيم، بل يجب أن يتعايشوا معها. يجب على جميع الأشخاص الذين وجدوا وطنهم في أوروبا، التعرف على قيم وأخلاق وقوانين اوروبا واخذ منها ما يتناسب مع ثقافتنا الاسلاميه والمزج بينهما..
مثلا من ناحيه الاحتفال معهم في مناسباتهم الوطنيه او الدينيه !
وهذا ما اود التطرق له في هذا المقال من وجهه نظري انا ولا يمت بصله لاي فتوى دينيه. كيف نعيش في دوله مسيحيه لها اعيادها واحتفالاتها الخاصه ونندمج بطريقه صحيحه معهم دون أن نخدش تقاليدنا العربيه او تعاليم الدين الإسلامي وكيف نربي ابنائنا تربيه اسلاميه صحيحه في ظل هذا التحدي الكبير ؟
ففي كل عيد مسيحي في اوروبا ، نجد مظاهر احتفاليه واجواء ممتعه ، تمتع وتبهر الكبير قبل الصغير ولكن ، هل بالفعل حرام على المسلمين التمتع بهذه الأجواء الاحتفالية على مدار العام ؟
ففي شهر فبراير، حفلات ونشاطات ومهرجانات تنكريه تملأ الشوارع الرئيسيه والمولات مرحا ، تلوين وتنكر وتوزيع الحلوى ،احتفالا بموسم الكرنفال الذي يبدأ
11 نوفمبر من كل عام الساعه 11:11 لينتهي يوم 28.2 ،حيث الحفله التنكريه الكبيره في جميع المدارس والروضات.هو موسم له معاني دينيه مسيحيه وهي فتره صيام طوال الثلاث أشهر ليأتي بعده اهم عيد عند المسيحيه وهو عيد الفصح في شهر ابريل. تمتلئ المحال والمولات بالارانب والبيض والألوان والحلويات التي تزغلل اعين الأطفال جميعا مسيحي ومسلم وحتا اليهودي او الذي لا ديانه له.تاتي بعدها اجازه الصيف ، وناهيك عن النشاطات والحفلات والرحلات التي ايضا تمتع جميع الأطفال. بعد دخول العام الدراسي في شهر سبتمبر من كل عام ،يأتي احب عيد لدي الكبار قبل الصغار وهو الهالوين في نهايه أكتوبر (عشيه القديسين) ،لا استطيع كيف اوصف كم المنتجات المعروضه في الاسواق والالعاب والزينه والاحتفالات بهذا العيد المرعب الشيق . يتنكر الكبير والصغير بازياء مرعبه ، ينحتون القرع صباحا على هيئه مصابيح و يتجولون في الشوارع ليلا، يقرعون ابواب المنازل ، لجمع الحلوى . في بدايه شهر ديسمبر ، عيد الكرامبوس والنيكولاس. الكرامبوس هو كائن مخيف يعاقب الأطفال المشاغبون طوال العام ويصاحب النيكولاس وهو حامي البحاره والاطفال وطارد الأرواح الشريره في الشتاء حسب الديانه المسيحيه الكاتوليكيه .انه عيد قصير في 8 ديسمبر ولكنه هو الاخر له معاني جميله عند الأطفال ، يسعدون بها .
ليأتي أجمل احتفال على الإطلاق، وهو عيد الكريسماس ،وهو الاحب بالنسبه لي شخصيا ، تملأ الانوار والزينه المدن بدفء. انوار مبهجه ، أشجار مزينه ومنيره ، اكشاك مزينه بالوان الكريسماس، الأخضر والأحمر والذهبي . يتجول "بابا نويل " لتقديم الهدايا للاطفال في المولات والشوارع السياحيه الكبيره مع امكانيه التصوير معه ، صوره تذكاريه مبهجه .تفتتح أسواق خاصه، ابتداءا من منتصف نوفمير ،تباع فيها مشروبات ساخنه لتدفئه من يشعر بالبروده ، ابو فروه والبطاطس المشويه اللذيذه .كلها مظاهر شتويه تبهج وتسعد القلب الحزين ، وياحبذا من هطول بعض الثلوج ،فيتلون الثلج بالوان الزينه والاناره . انها حقا أمتع احتفاليات قد يراها المرء . ناهيك عن احتفالات الأطفال في مدارسهم و روضاتهم بهذا العيد واحتفالات المجتمعات الاوروبيه بها مع الأطفال والكبار والمعاني الجميله التربويه التي يتعلمها الأطفال من هذه الاحتفالات بشكل عام دون النظر لمعانيها الدينيه. لينتهي عام ملئ بالاحتفالات ،بيوم 31.12 ،رأس السنه الميلاديه ، الذي يعد من أضخم الاحتفالات العالميه ، حينها تتفجر سماء اوروبا بالالوان والأشكال الفنيه. احتفالات تتنافس عليها الدول من حيث كم المتفجرات والأشكال الهندسيه الجديده.
اذن طوال العام هناك أعياد واحتفالات لابد من الاستمتاع بها ولكن !!
انا لا اري اي حرمانيه في أن نتعايش ونعيش مع هذه الاحتفالات واخذ منها ما يمتعنا ويسلينا ونقضي به اوقات ممتعه. فالحياه ليست بالبسيطه او الهينه ولكن هناك دائما من ينغص علينا الفرحه او حتى المتع البصريه .
نجد ان المسلمين في أوروبا دائما منقسمين ومختلفين في الاراء من ناحيه الاندماج في مثل هذه الاحتفالات بالرغم من وجود أبنائهم في جميع المراحل العمريه في المنشأت التعليميه . نجد بعض المسلمين لهم وجهين غير متعادلين ، وجهه يرفض تماما مجرد الاحتفال والاستمتاع بهذه الأعياد . فيبدأون باللعن والسب في جميع المناسبات ولعن من يحتفل بها معهم بالرغم من انهم قد يحللوا ما حرمه الله ، من استحلال بأموال الدوله ، دون الاحتياج لها او التقاعص عن العمل دون اسباب صحيه قويه والاكتفاء باعانه البطاله . نجدهم يستمتعون بالنميمه والخوض في الاعراض ، نجدهم يستحلون النصب والاحتيال حتي علي بني جنسهم وملتهم ودينهم . نجد منهم من يهين نساءه وبناته واستخدامهم في جلب الأموال من ناحيه تشغيلهم واخذ أموالهم عنوه . لعن وسب في الدول الاوروبيه التي يعيشون فيها بالرغم من انهم يعيشون فيها رفاهيه شديده قد لا يجدوها في اوطانهم ، ولكن عندما يحين وقت مثل هذه الاحتفاليات التي تسعد الجميع ، نسمع فقط كلمه "حرام " ويبدأون في استهزاء وانتقاد ولعن كل من يمتع نفسه بها، بالرغم من ان أبنائهم يحتفلون ، يتنكرون ويرسمون أشجار الكريسماس او قرع الهالوين ، ويعلمون جيدا ان الأطفال المسلمين لا يتم تعليمهم الديانه المسيحيه في المدارس بل هي فقط عادات اوروبيه يجب علينا كمسلمين مجنسين او مقيمين في أوروبا التعايش معها ، خاصه وانها بالفعل احتفالات مبهجه دون النظر لمعانيها او أساسها . يعلمون هؤلاء غلاظ القلب ان أطفالنا المسلمين ،عندما يكبرون يفهمون المعاني الدينيه للإحتفالات ويستطيعون التفرقه بين الحرام والحلال من نشأتنا لهم .نحن المسلمين المعتدلين المندمجين ،نحترم الدين المسيحي ونحترم الدول التي نعيش فيها واخذناها أوطان جديده لنا ،و فيها ولدوا ابنائنا . نحن لا نذهب الكنائس لنصلي، نحن مجرد نندمج ونأخذ ما يمتعنا من عاداتهم وتقاليدهم . نحن نربي ابنائنا على التسامح الاسلامي وعلى احترام جميع الاديان السماويه ، نحن نعلم ابنائنا كيف يعيشون في وطن ، قد لا يعرفون غيره وطن لهم ، ومجتمع بات مجتمعهم ،برغم اختلافات العقائد والعقليات . نعلم ابنائنا التعليم الاسلاميه ويحفظون القرأن الكريم ويقضون فروضهم كما تعلموا في صغرهم من اهاليهم و ضروره القيام بفرض الصلاه والصيام.
فلماذا الجهل ولماذا غلاظه القلب ؟ لماذا القدوي السيئه في أوروبا ؟ فهؤلاء يستحقون بالفعل تعرفيهم بشعوب "دول العالم الثالث" نظرا لعقم الفكر ودونيه العقول .