*متابعة بسمة الالفي*
*بقلم /صفاء محمد العبد*
اللجنة الثقافية
... كل الجمال يتجلى في حروفها
وجمالها فوق الجمال جميلا
فهى أحلى اللغات وأمها
ولن أرضى عنها على مر الزمان بديلا
كل البلاد توحدت في حبها
فو الله كان حبها لجليلا
لغتي وأفتخر.. فإذا ابتليت بحبها
فهى الجمال وفصلها التبيان
عربية لاشك أن بيانها
متبسم في ثغره القرآن
فالنحو يبسط من لسان الألكن
والمرء يعظمه إذا لم يلحن
فإذا طلبت من العلوم أجلها
فأجلها منها مقيم الألسن
كل القلوب توحدت في حبها... وأخاف من عين الحاقدين لسحرها
...........
نعم حضرت وتجمعت تحت سقف واحد، ليشهدوا موكباً من أجمل المواكب والاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية، وليتنسم الحاضرون من العرب والعجم عبير روائع اللغة العربية وليتذقوا عذوبتها وحلاوتها.. تنثر مفرداتها ومعانيها كحبات اللؤلؤ المكنون.. تسطع في مساءٍ حافل بتراث اللغة...
نعم إن الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد
لغة الضاد.. لغة العز والفخر.. لغة البلاغة والشعر ..
...............
في يوم السابع عشر من ديسمبر الجاري (2022)، تم التحضير والتنظيم لليلة من أجمل الليالي الثقافية، نسجت خيوطها أسرة البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون.. الذي أعد لأبناء اللغة ولغيرهم برنامجاً من أجمل البرامج، وزينت قاعة الحفل بلوحات فنية جميلة تعكس أضواء المناسبة السعيدة
جرى الحفل تحت إشراف رئيس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون، الأستاذ محمد عزام ونفذته لجان البيت (الأدبية، الثقافية، الموسيقية، سيدات البيت، وشاركتهم لجنة التنسيق والديكور.
شارك في التحضير والترجمة الأستاذ محمد فاروق العشري ولفيف من الكتاب والشعراء والموسيقيين.
واحتفى الحفل بأربعة من أساطين الشعر العربي الذين حفرت أسماؤهم في ذاكرة اللغة.
احتفى بهم عبر سرد سيرتهم الذاتية ونماذج من أشعارهم.
أشعار لامست مشاعرنا وأسرت قلوبنا وتغنى بها العالم العربي.. وكل هذه الأحرف والمعاني تم إلقاؤها باللغتين العربية والألمانية. وتنافست مختلف العدسات لتسجيل حي للحدث: التليفزيون النمساوي والمواقع والصحف العربية.
بدأ الحفل بكلمة من رئيس البيت الذي قام بالترحيب بالحاضرين من جميع البلدان العربية والأجنبية. ثم قام سعادة السفير محمد سمير قوبعة مدير بعثة جامعة الدول العربيه في النمسا بإلقاء كلمة حث فيها علي التواصل والتلاحم المستمر لجميع أبناء العرب وعلى الاستمرار في دعم اللغة العربية.. لغتنا الأم.. كما شكر إدارة البيت علي حسن التنظيم.
وكان في مقدمة الحضور سعادة السفير محمد الملا سفير جمهورية مصر العربية لدي النمسا..
وعدد من السفراء وممثلي الدول العربية ولفيف من الشخصيات المرموقة.. حيث ازحمت قاعة الحفل بالضيوف والحاضرين من جميع البلدان والألوان واللغات المختلفة.. جمعهم حب اللغة العريقة التي حصلت علي الترتيب الخامس بين لغات العالم.
وبشهاة المفكرين والعاشقين من بلدان مختلفة من العجم اللذين تعلموا اللغة العربية ومحاسنها ذكروا أنهم لم ولن يجدوا متعة وسلاسة وعذوبة في أي لغة أخرى مثلما وجدوها في اللغة العربية؛ حيث الجمال والكمال، وأنها لا تقارن بغيرها من اللغات ....
وفي ظل هذا الحدث الغني بالثقافة والإبداع تم الاعلان عن افتتاح معرض الكتاب العربي الذي سوف يقام في مدينة فيينا.
وتم في ختام الحفل توزيع الشهادات التقديرية تكريماً لكل من ساهموا في أعمال وأنشطة البيت خلال هذا العام.
وكذلك أيضا توج الحفل بالطرب والموسيقي العربية، حيت أبدعت اللجنة الموسيقية وأنشدت معاً الأغنية المشهورة أغنية (الأرض بتتكلم عربي).. الأغنية التي هزت قلوب الحاضرين ولمست كل ذرة في أجسادهم وحركت دماء الوحدة العربية بداخلهم وأنشد الجميع بلغتهم الحبيبة التي فجرت مشاعر العروبة المكنونة بداخلهم والتي كادت تقفذ فرحا من بين ضلوعهم. كما تراقصت جدران القاعة وأرجاؤها طرباً وغزلاً، وحنت أرضها شوقا وحنينا.. في ليلة شعرية عربية الأنسام والأضواء....
أجل إنها هى لغة السحر والجمال، هى لغة الوصف والكمال، هى لغة الصعب والمحال...
إنها اللغة اللغة السحرية في ليلة أنس بالعاصمة النمساوية...
كالأرض حميمة وبهية.. كالشمس قديمة وصبية.. لغتي يا لغتي العربية....