في السنوات الأخيرة شهدت مصر
المستشار الاعلامي مصطفى علي
رئيس لجنة التحقيقات
تغيرات كبيرة في دور المرأة في المجتمع. فالمرأة المصرية لم تعد تقتصر على القيام بالأدوار التقليدية كزوجة وأم وربة منزل بل أصبحت تشارك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد أظهرت المرأة المصرية قدراتها ومواهبها في العديد من المناصب القيادية والإدارية والعلمية والفنية، وساهمت في التنمية والإصلاح والتغيير في بلدها
ومن بين الإنجازات التي حققتها المرأة المصرية في السنوات الأخيرة نذكر ما
تعزيز حضورها في الحياة السياسية، حيث ارتفع عدد النائبات في مجلس النواب من 89 في عام 2015 إلى 146 في عام 2020، بنسبة 26% من إجمالي عدد الأعضاء، وهي أعلى نسبة في تاريخ مصر. كما شاركت المرأة في تشكيل الحكومات المتعاقبة، وشغلت مناصب وزارية مهمة، مثل الصحة والثقافة والهجرة والشؤون الخارجية. وفي عام 2021، تم تعيين أول امرأة رئيسة للجهاز المركزي للمحاسبات، وهو أحد أهم الهيئات الرقابية في الدولة.
تحسين مستوى التعليم والتأهيل، حيث ازدادت نسبة الإناث المتعلمات من 65.4% في عام 2006 إلى 73.5% في عام 2017، وفقا للجهاز المركزي للإحصاء. كما ارتفعت نسبة الإناث الحاصلات على شهادات عليا من 9.9% في عام 2006 إلى 14.4% في عام 2017. وشهدت مصر ظهور جيل جديد من الباحثات والعالمات في مختلف
- توسيع نطاق مشاركتها في الحياة الاقتصادية، حيث ازدادت نسبة الإناث العاملات من 16.8% في عام 2006 إلى 23.6% في عام 2018، بحسب التقرير العالمي للجنسانية لعام 2020. كما نمت نسبة رائدات الأعمال من 11% في عام 2012 إلى 17% في عام 2019، بحسب تقرير ماستركارد للمؤشرات النسائية وأصبحت المرأة المصرية تمثل نموذجا للنجاح والابتكار في مختلف المجالات الاقتصادية، مثل الزراعة والصناعة والخدمات والتكنولوجيا
تعزيز دورها في الحياة الاجتماعية والثقافية، حيث شاركت المرأة في العديد من الأنشطة والمبادرات التي تهدف إلى خدمة المجتمع وتحسين جودة الحياة كما أبدعت المرأة في مجالات الفن والإعلام والرياضة والسينما والموسيقى والأدب، وحصلت على جوائز وتكريمات محلية ودولية
وبالرغم من هذه الإنجازات، فإن المرأة المصرية لا تزال تواجه بعض التحديات والصعوبات التي تحول دون تحقيق إمكاناتها الكاملة. فهناك مشكلات تتعلق بالتمييز والعنف ضد المرأة، وانخفاض مستوى الوعي بحقوقها ودورها، وضعف التمثيل في بعض المجالات الحساسة، وقلة الدعم والتشجيع من قبل المجتمع. لذلك يجب على جميع الأطراف المعنية، من الحكومة والمؤسسات المدنية والدينية والإعلامية أن تبذل جهودا مشتركة لتغيير الثقافة والنظرة السائدة تجاه المرأة، وتوفير فرص التعليم والتدريب والتوظيف لها وحماية حقوقها وكرامتها، وإشراكها في صنع القرارات التي تؤثر على مستقبلها
إن دور المرأة في المجتمع المصري هو دور حيوي وفعال، يسهم في رفع مستوى التنمية والديمقراطية في البلاد. فالمرأة هي شريك أساسي في بناء الوطن، ولا يمكن تحقيق التقدم دون احترامها وتقديرها. لذلك، يجب أن نساند المرأة المصرية في كفاحها من أجل حياة أفضل، ونشجعها على استثمار طاقاتها وإبداء آرائها. فبذلك نكون قد ساندنا أنفسنا وأضفنا لبلادنا قيمة جديدة
