الجمعة، 19 نوفمبر 2021

قـــــدر الله وأســــرار حكمته الربانية



٭اللواء ٭أ٭ح٭ سامى محمد شلتوت.

أيها الناس، لقد خلق الله السماوات والأرض، وبنى الأجسام والعوالم، بناء متقنا، دالا على حكمته وكمال علمه وقدرته، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وخلق كل شيء فأحسن خلقه، وقدر كل شيء تقديرا.

• خلق الثقلين الجن والإنس، فجعل منهم كافرا وجعل منهم مؤمنا، قدر مقادير الخلائق فلم يبق ولم يذر، وأجرى مقاديره حتى على غرز الإبر، أعجز العقول والأفهام عن إدراكه، أو الإحاطة به علما.

•  تجلت عظمة الله في القضاء والقدر، وعجزت العقول المسلمة، عن تعليله؛ فبقيت مبهوتة، عالمة قصورها عن درك جميع الأمور، فأذعنت مقرة بالعجز، مؤمنة بأن الكل من عند الله، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا [آل عمران:7]. 

• سلموا لله في أفعاله، وعلموا أنه حكيم ومالك، وأنه لا يقدر عبثا، فإن خفيت عليهم حكمة فعله، نسبوا الجهل إلى نفوسهم وسلموا للحكيم المالك.

• وإن أقواما نظروا إلى قضاء الله وقدره بمجرد عقولهم، فرأوها كما لو صدرت من مخلوق، نسبت إلى ضد الحكمة. فنسبوا الخالق إلى ذلك، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وهذا هو الكفر المحض، والجنون البارد.
وأول من فعل ذلك، إبليس ـ عليه لعائن الله . فإنه قد رأى ربه فضل جنس الطين على جنس النار، فأبى واستكبر وقال ﴿ أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ [الأعراف:12].

•  إن تطبيق مقاييس البشر ومفاهيمهم على قضاء الله وقدره، هو مكمن الخطر، وإعتراض ضعاف النفوس على قسمة الله ورزقه؛ حيث جعل هذا مؤمنا وذاك كافرا، وذاك غنيا وهذا فقيرا، وأخذه للشاب في شبابه، وما بلغ بنيانه بعض المقصود، وأخذه الطفل من أكف أبويه يتململان، والله الغني عن أخذه، وأبواه أشد الخلق فقرا إلى بقائه، وإبقائه لهرم، لا يدري معنى البقاء.

•  كل ذلك يجد الشيطان به طريقا للوسواس، ويبتدي بالقدح في حكمة الله وقدره. ولو ملئت قلوب أولاء بالإيمان واليقين، والرضا بالله ربا، لما كان للشيطان مسلك ولا مستقر في أفئدتهم، ولأيقنوا أن الله لم يقدر شيئا إلا لحكمة، وأن الحكمة  قد يعلمها الإنسان وقد تختفي عنه وفق إرادة العزيز الحكيم.

• ألا ترون أن الإعتداء على السفينة بخرقها يعد ظلما وإعتداء؟ ومع ذلك فقد يظهر لكم أن ذلك الخرق، كان طريقا للنجاة من هلكة. وهذا ما وقع للخضر مع موسى ـ عليه السلام.
 ﴿ أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَـٰكِينَ يَعْمَلُونَ فِى ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً﴾ [الكهف:79].

•  إنظروا حفظكم الله إلى يوسف عليه السلام، لما اتهم بالفاحشة، وسجن بها؛ ليكون ذلك السجن سبيلاً إلى جعله على خزائن الأرض حفيظا عليما.

•  ويعيش محمد صلى الله عليه وسلم يتيم الأبوين، معذبا في أهله وماله ونفسه، تصد الأبواب دونه، ويرمى بالحجارة، ويلقى عليه سلا الجزور، ثم هو بعد ذلك، سيد ولد آدم، ومن لم يحبه كفر بالله وبما أنزل على محمد .

•  أيها المسلمون، مضت سنة الله في خلقه، بأن للأعمال القلبية، سلطانا على الأعمال البدنية، فما يكون في الأعمال من صلاح وفساد، فإنما مرجعه، فساد القلب وصلاحه، فطمأنينة فؤاد المسلم، وركونه إلى ربه بعد أن يؤدي ما عليه من واجب، إنما هو إيمان منه، بأن زمام الأمور كلها تحت مشيئة الله النافذة، فهو يتوكل على ربه، دون توتر ولا قلق؛ ومن ثم، فإنه يستقبل الدنيا بشجاعة ويقين، ولسان حاله، يقول ما قاله علي بن أبي طالب {أي يوميّ من الموت أفر. يـوم لا يقـدر أو يوم قـدر.يوم لا يقـدر لا أحـذره . ومن المقدور لا ينجو الحـذر.}.

•  وإعلموا أن الإيمان بالقضاء والقدر، دعامة من دعامات هذا الدين، فهو الركن السادس من أركان الإيمان، ضل فيه من ضل، ممن حرم هداية الله، ولم يوفق للتوحيد، الذي هو حق الله على العبيد، والمخالفون في القدر، بين الغالي فيه، والجافي عنه، والقول الحق هو الوسط؛ قول أهل السنة والجماعة، بين الغالي فيه والجافي عنه كما قال بعض أهل العلم، من بين فرث ودم، لبنا خالصاً سائغا للشاربين.

التسميات:

جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى


٭اللواء٭ أ٭ح٭ سامى محمد شلتوت.

فى ليلة مباركة من ليالى الله العظيمة ليلة الجمعة المباركة التى بها ساعة إجابة .ندعوا الله أن يسد حاجة كل محتاج كسير أتعبه العوز.

• شئ يدعوا للعزة والفخر على الصحابة والخلفاء الراشدين ويدعوا للأسئ والحزن والتقزم والحسرة على حال المسلمين اليوم وأمس والغد. لنستعرض لمحة إنسانية عميقة المعنى والمغزى لما يجب أن يكون عليه كل راعى مسؤول عن رعية.

• شدَّ إنتباه عُمر بن الخطاب أن أبا بكر يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويدخل بيتا صغيراً لساعات ثم ينصرف إلى بيته ..
وكان عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا سرّ هذا البيت ..!

• مرت الأيام ومازال خليفة المؤمنين يزور هذا البيت ؛ ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله ، فقرر عُمر دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ؛ ليشاهد بعينه ما بداخله ، وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق بعد صلاة الفجر ..
وحينما دخل عمر هذا البيت الصغير.
وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحِراك ليس لها أحد ؛ كما أنها عمياء العينين ..و عرفها بنفسه. 

فاستغرب إبن الخطاب مما شاهد!؟ 

وأراد أن يعرف ما سر علاقة أبي بكر  بهذه العجوز العمياء ؟!
سأل عمر العجوز
¶﴿ماذا يفعل هذا الرجل عندكم﴾. يقصد أبو بكر الصديق.

٭ فأجابت العجوز وقالت
{والله لا أعلم يا بُني؛ فهذا الرجل يأتي كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه .ومن ثم يُعد لي الطعام
وينصرف دون أن يُكلمني }!

• ولما مات أبو بكر قام عُمربإستكمال رعاية العجوز الضريرة
٭فقالت له { أمات صاحبك} ؟!
¶ قال عمر﴿ وماأدراكِ ؟﴾.
٭قالت{ جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى }..

• فجثم عمر بن الخطاب على ركبتيه وفاضت عيناه بالدموع وقال عبارته الشهيرة
★﴿لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر﴾......

•••أنبكي أبا بكر أم نبكي عمر؟
أم نبكي حالنا اليوم على المشاعر والأخلاق التي إنهارت وتدهورت؟ 
والرحمة التى إنتزعت من قلوب أولى بهم أن يحنوا على ضعفاء وفقراء ومساكين أمتهم .

٭٭التى أضاع العوز والحاجة عزة نفسهم وإنكسرت أحلامهم فى أن يجدوا من يرعاهم كما رعى أبى بكر وعمر إحدى عجائز المسلمين فى عصرهم.

٭٭٭رضي الله عن الصحابة جميعا وأرضاهم. وأصلح الله كل ولى أمر واصلح حالنا. لينصح حال المسلمين والإنسان فى كل بقاع المعمورة.........

التسميات: