google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 أحمد السادات | المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للتوعية الفكرية.
recent
عاجل

أحمد السادات | المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للتوعية الفكرية.


 أحمد السادات | المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للتوعية الفكرية.

شابٌ ذاع سيطهُ بالوطنيةِ

لماذا لم يَعُد في عصرِنا هذا حفنة من الشبابِ الواعي ذوي الحس الوطني العالي؟

وما العوامل التي تُساعد في ظهورِ دور الشبابِ مرةً أخرى للمجتمع والوطن؟

إنَّ الشباب مِنْ هذا العصر لديهِ تحدياتٌ صعبة، والجدير بالذكرِ هو تحدي العدو الخفي الداخلي قبل الخارجي، وتحدي الأفكار الهدَّامة المُبتعثة من الخارج بهدفِ زعزعة الرُكن الرئيس في أي أمة، وهو الشباب.

الشباب عماد الدولة.
مقولة تكررت على ألسنةِ الحكام على مدى العصور المختلفة، ولكن لماذا يتغيب دور هذا العماد؟ ، أو بشكلٍ آخر لماذا هو ضعيف التأثير؟ ، والجواب سهلُ المنالِ وهو أنَّ البذرة التي وضِعَتْ لهذا الجيل كانت رديئةٌ ضعيفة، وتلك البذرة يضعُها مكانان لا ثالث لهما وهما البيت والمدرسة.

أما البيت الذي لا يُقوّي الأواصر بين الطفل والوطن فهو البيت الذي بدأت منه حملات الهدم لهذا البلد ، والمدرسة التي تهدم ذلك الخيط الرفيع، بهذا المعلم الذي يتعامل مع التلميذ على أنه زبون، ليس هذا فقط بل وتحوّل المظاهر الوطنية إلى عادات روتينية في المدرسة تُئدى بدونِ روح وطنية.

ولك عزيزي القارئ أن لا تصدق كلامي ولكن استشهد بشاب في مُقتبلِ عمرهِ أعطى لهذا البلد الكثير وهو لم يتعدى أربعة وثلاثين عامًا!

كان له باع طويل في النضال الوطني والعمل السياسي والأدب السياسي في مصر وكل هذا بفضل البذرة الصالحة التي نمت وأثمرت شخصيةٌ دام تأثيرها إلى يومنا هذا، وأعلم عزيزي القارئ أنك تعلم هذه الشخصية جيدًا ولكنك ستجد في هذه المرة الأمر من منظورٍ مختلف.

ولدَ  في 1 رجب عام 1291 هـ الموافق 14 أغسطس عام1874م، في قرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية وكان أبوه "علي محمد" من ضباط الجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه وهو في الستين من عمره، وعُرِف عن الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عامًا.

والمعروف عنه أنه تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية، أفضل مدارس مصر آنذاك، والوحيدة أيضًا، ولم يترك مدرسة من المدارس إلا بعد صدام لم يمتلك فيه من السلاح إلا ثقته بنفسه وإيمانه بحقه.

إنه مصطفى كامل باشا، الشاب صاحب العمر القصير والعمل الوطني الكبير الذي ذاع سيطه بالوطنية والجرأة ضد أي معتدي على وطنه، صاحب الثقة التي صنعت معجزةً دامت بعد وفاتهِ، ليمتد تأثيرهُ إلى يومِنَا هذا !

لقد تمتع هذا الشاب الوطني بسماتٍ خاصةٍ وعوامل جعلت منه شخصية بارزة في أواخر القرن التاسع عشر، ورغم أنه عاش في القرن العشرين ما يقرب من ثمانِ سنوات إلا أن تأثيره دام حتى منتصف هذا القرن، ولكن ما الذي تمتع به مصطفى كامل ولم يتمتع به شباب القرن الحادي والعشرين؟

عندما كان في  المدرسة الخديوية أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة (1309 هـ = 1891م)، التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات؛ وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية.

ونستطيع من هنا أن نقول أن التعليم كان العامل الأول لوضع بذرة الوطنية في نفس مصطفى كامل، والعامل الثاني هو التحاقهِ بالجمعيات الوطنية والاختلاط بها وهذا ما نمّى بذرة ما زرعهُ التعليم، فجعلت تلك الجمعيات الوطنية بدورها تصقل وطنيته وقدراته على تحليل المواقف السياسية والاعتبارية سواء للحكومة المصرية أو حكومة المحتل، ليستطيع بكل لباقة كتابة مقالات خطابية تُحرك ساكن الشعب.

وقد استطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم: إسماعيل صبري الشاعر الكبير ووكيل وزارة العدل، والشاعر الكبير خليل مطران، وبشارة تقلا مؤسس جريدة الأهرام، الذي نشر له بعض مقالاته في جريدته اللواء.

وتلك المعارف والاسماء الكبيرة لعبت دورًا هامًا في موهبته السياسية الوطنية والخطابية الأدبية ، فمن جالس الكبار أصبح منهم، ونحن هنا في عصرنا إما يختبئ الكبار أو أن الصغار لهم شرود فكري عنهم.

وفي سنة (1311 هـ = 1893م) ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية؛ ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق، وألفَّ في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمهُ في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا، ومن أبرزهم جولييت آدم، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه.

ونلاحظ هنا أهمية التعليم عند مصطفى كامل والتي يفتقر إليها أبناء عصرنا، إن أهمية التعليم كانت ولازالت من أهم العوامل بل واساسها في الرقي والتحضر والوطنية، وتلقي التعليم وحده لا يكفي بل يجب أيضًا الإنتاج للمجتمع بما تعلمت، أن تنشر الوعي والفكر والخبرات التي اكتسبتها، ليس فقط للشهرة ولكن لأن هذا حق الوطن عليك، أن تنتج للوطن هذا واجب وطني أدَّاهُ مصطفى كامل على أكمل وجه.



لقد كان مصطفى كامل يساند السلطة المصرية والحكم العثماني لأنه يرى شرعيته وأن المحتل لا يستند إلى أي سند شرعي، بل وكان العدو في عهد مصطفى كامل واضح وجلي، وقد كان لمصطفى كامل سببان ليساند الحكومة المصرية ،

أولاً: يجب أن نقرر أن الحركة الوطنية المصرية في ذلك الوقت كانت أضعف من أن تقف بمفردها في المعركة، فما كان منه إلا أنه وقف مع تلك الحركة الوطنية ليقويها ويساندها.

ثانياً: إن مصطفى كامل كان يضع في اعتباره هدفًا واحداً وهو الجلاء، وعدواً واحداً وهو الاحتلال، ولذلك كان مصطفى كامل على استعداد للتعاون مع كل القوى الداخلية والخارجية المعارضة للاحتلال، أما المسائل الأخرى التي كانت العناصر الوطنية المعتدلة، من أمثال حزب الأمة فيما بعد، تضعها في الاعتبار الأول كمسألة الحياة البرلمانية وعلاقة مصر مع تركيا وغيرها فكلها مسائل يجب أن تترك حتى يتخلص المصريون من الاحتلال.

ويتضح هنا من أسباب مصطفى كامل امران : الأمر الأول هو حسه الوطني العالي والذي تمثل في مساندته للحركة الوطنية التي كانت تظهر بضعف.

الأمر الثاني : هو اتحاده مع جميع القوى السياسية أيًا كانت اتجاهاتها السياسية سواء يسارية أو يمينية أو دينية، للوقوف أمام العدو الحقيقي للوطن، وهو المحتل.

لقد ذكرت أن المحتل في عهده كان واضح، ولكن العدو في عصرنا متخفي ولا يُرى بالبصر بل يُرى بالبصيرة، إن كان لديك بصيرة سترى حقًا من في مصلحته هلاك وطنك ليسلم هو، ولتكن شخصية مصطفى كامل مثال لكل شاب مصري وعربي بل وكل شاب في العالم، إذا أراد وطن.

«إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء»
مصطفى كامل باشا.

author-img

الادارة العامة

Kommentare
    Keine Kommentare

      NameE-MailNachricht

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير