نعمة الأمن
بقلم دكتور/ رفعت مختار
قال تعالى : (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )
وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
من خلال الآية والحديث نتعرف على نعمة من نعم الله تعالى علينا وهي نعمة الأمن والأمان
مفهوم الأمن
فما هو الأمن:
هو شعورك او شعور أسرتك أو مجتمعك بالطمأنينة، وبث الثقة والمحبة بينهم،
الأمن : ان تنام دون خوف من عدو دون الفزع من صاروخ دون الهرع لصوت لغم اوإطلاق للرصاص
الأمن : أن تغدو او تروح دون حماية من أحد الا الله
الأمن : ان تعمل بالنهار وتسهر الليل تسامر الأسرة تعلو وجهك إبتسامة وسعادة دون القلق او التوتر
الامن : أن تسافر من اول القطر لآخره ثم تعود سالما لا يقابلك مفسد او مجرم او قاطع طريق
الامن : ألا تكون هناك خيانة بين الشعب لبعضهم البعض،
الأمن : أن يسعى جميعنا على إزالة كل ما يهدد استقرار أمن الوطن وتنميته وحياتنا فلا عيش يهنأ بدون الأمن انظر لدعوة نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام قال ( رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات..) نجد أن الأمن مقدم على الطعام والغذاء
الأمن : هو ان نستمر في الحياة بسلام وأمان
الأمن :هو حفظ النفس والعرض والمال فهو أغنى كنز يحوزه الإنسان
ولكن ماذا لو غاب الأمن؟
بمعنى تأثير غياب الأمن على المجتمع
أذا غاب الأمن فإن الناس لايستطيعون الاستقرار في معيشتهم وتنتشر الفوضى . وتعمّ الاضطرابات الأمنية، ولا يستطيع الفرد أن يشعر بالأمن والسلامة على نفسه وأهله وأحبته وماله.
انظرو لبعض الشعوب التي ابتليت بغياب الأمن فانتشرت الخلافات والنزاعات والفقر والبطالة فأدى ذلك إلى حروب أهلية أدت إلى قتل المسلم لأخيه المسلم وتناسو حرمة الدماء وأن هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم مسلم أدت هذه الحروب الأهلية إلى التشريد والفقر والأمراض
أيضا إذا غاب الأمن فإن الإنسان لا يستطيع حتي أن يؤدي مظاهر العبادة كالصلاة والحجّ، الذي يحتاج إلى توفّر الأمن القومي بين الدول.
وإذا غاب الأمن زاد حجم الجرائم كالسرقة و القتل والاغتصاب وغيرها.
إذا غاب الأمن إنتشر الفقر والمرض وتدهور الاقتصاد وزادت البطالة وسادت الفرقة بين أبناء الشعب الواحد
فإن من أهم عناصر الأمن هي
الاستقرار الاقتصادي
والاستقرار السياسي
والاستقرار المجتمعي وعندي شخصيا اهمها الاستقرار النفسي
الأمن في الإسلام
علينا أن نطبق ماجاء في ديننا الدين الإسلامي السمح الحنيف ، الذي يسمح للإنسان بتأدية وظيفة الخلافة بالأرض ويعمرها لا يخربها
فالأفكار الهدامة والأحزاب التي تدعو إلى تدمير الشعوب وتأجيج الفتن ونشر الشائعات إنما هي لزعزعة الأمن
ولقد ذكر الله الأمن في مواضع عديدة في كتابه العزيز
كذلك السنة النبوية الشريفة، للدلالة على السلامة والاطمئنان النفسي، وانتهاء الخوف في حياة الناس، ولقد جعل دين الإسلام الأمن من أعظم النعم على الإنسان، حيث حث الرسول عليه الصلاة والسلام على كل عمل يعود بالأمن على المسلمين، ونهى وحرم كل عمل يهدّد أمنهم وسلامتهم، لكن الدين الإسلامي لم يركز على الأمن المطلق في حياة البشرية؛ لأنّ هذا محال أن يكون إلّا في جنات النعيم، فمهما أوتي الإنسان من نعمة الأمن فلن يشعر بكماله فالإسلام شرع الحدود والقصاص؛ للزجر والردع عن الجرائم التي يرتكبها الأفراد في حق الغير او ألنفس أوالأعراض أوالأموال، وجعل منزلة الحاجات والضروريات قبل الرغبات النفسية؛ لأن لها أثر واضح في ضمان حياة الإنسان واستمرارها، وتشريع الأمن في الإسلام لم يقتصر على المسلمين فقط، بل امتدّ إلى غير المسلمين، ممن يعيشون في البلاد الإسلامية، حيث حرم قتلهم والاعتداء على أرزاقهم وأعراضهم، مثل أهل الذمة وغيرهم ممّن يقبلون على البلاد الإسلامية او يسكنونها فهم شركاء الوطن لطالما لم يصدر عنه اعتداء او إساءة للوطن
ومن أهم النتائج المترتبة على نعمة الأمن
استتباب الأمن والاستقرار
العيش الهادئ والحياة الكريمة
نمو الاقتصاد وازدهاره
إيجاد فرص العمل
السلام والمحبة والألفة
التقدم والتطور
نهضة التعليم ورقي الأجيال
حفظ الله الوطن العربي والإسلامي
