احتفظوا بهذا المقال وعلقوه علي حوائط منازلكم
هل يعي الشعب
المواءمات السياسية
وحرفية إدارة مصر؟؟!!
يارب أجلي بصيرة الشعب المصري
الاعلامي فهمي سرحان يكتب
(قراءة المشهد)
هناك مبدأ في السياسة أن تستخدم المواءمات في التفاوض كي تعطي شيء مقابل شيء آخر يعطيه لك من تتفاوض معه. وهذه معروفة وتمارس بشكل كبير في أي مفاوضات، سواء كانت سياسية أو إقتصادية. فكل طرف لديه هدف يريد الوصول إليه. وعندما يكون الطرفين بالنضوج والخبرة في ممارسة التفاوض، كل طرف يضع لنفسه النقاط التي يمكنه التنازل عنها والتي يمكن أن ترضي الخصم، وما النقاط التي لا يمكن التنازل عنها. وبذلك عندما تبدأ المفاوضات سريعاً ما تصل إلى أن كل طرف يدرك أن أي أحد يمكنه الضغط على الطرف الآخر وما هي الحدود التي لا يمكن تخطيها.؟؟
كمثال حي مثلاالمفاوضات مع إثيوبيا. في أول الأمر لابد وأن ندرك أن إثيوبيا لم تتفاوض من منطلق النضوج والخبرة. فكانت مواقف إثيوبيا أكبر دليل على عدم الخبرة وعلى التعنت والعناد الأعمى. وبالرغم من أن مصر دخلت هذه المفاوضات بفكرة أنها ستقدم كل العون لإثيوبيا للوصول إلى الإرتقاء الذي تقول أنها تبغاه لشعبها بشتى الطرق التي لا تمس بمياه مصر الحيوية لبقاء مصر والمصريين، إلا أن إثيوبيا لم تر الوضع من هذا المنظور وأصرت بتعمد عدم قبول أي حلول أخرى قد تفيد الطرفين، بل أصرت على العناد الذي تمخض عن عداء مستحكم ووصل إلى طريق مسدود.
أي بلد في العالم لابد وأن تؤمن بمبدأالتعايش السلمي مع البلاد الأخرى ولأن هناك تفاوت في القوة العسكرية، فلابد لكل بلد أن يحمي نفسه بالتفوق في مجال من المجالات الذي يساوم به باقي القوى المحيطة بها والطامعة فيها. فهناك دول تدور في فلك الدول الكبرى كي تحميها، ودول أخرى تتاجر بموقعها الجغرافي في سبيل حمايتها من الإعتداء، وأخرى تعتمد على تضاريس بلادها الوعرة للحماية من الغزو. و كل بلد لديها نقاط قوى ونقاط ضعف. وعندما تدرك نقاط قوتها وتعرف كيف تستغلها في حماية نفسها وشعبها تكون في موقف أحسن من تلك الدول التي دائما تُنتهك لعدم قدرة حاكميها علي حمايتها.
هناك دورة تاريخية معتادة يمر بها العالم. فبعد عدد من السنوات نجد أنه دائماً ما تقوم حرب واسعة النطاق. وعادة تكون هذه الدورة بين ١٠٠-١٥٠
العالم يمر الآن بهذه الحقبة، حيث تستعد الدول الكبرى للدخول في مواجهة مصيرية سيترتب عليها تغير كبير في موازين القوى العالمية. ستنهزم دول وقد تتدمر بالكامل وستنتصر أخرى تملي شروطها على باقي العالم. ولكن قبل إندلاع هذه الحرب تكون هناك قلاقل كبيرة جداً لأنه الوقت الذي تحدد فيه مصائر باقي الدول وما المعسكر الذي ستنتمي اليه في المواجهة الحتمية القادمة. ولا يمكن في مثل هذه الظروف أن تبقى أي دولة على الحياد، خصوصاً لو موقعها الجغرافي إستراتيجي من الدرجة الأولى ولديها موارد عظيمة تجعل منها مطمع من المعسكرين المتحاربين.
ومرة أخرى نأخذ مثال إثيوبيا التي لعبت كرتها بمنتهى الغباء. فبدلاً من إستغلال موقعها الجغرافي المسيطر على القرن الإفريقي في استمالة وإغراء الدول الكبري لحمايتها ومحاولة جذبها إلى أحد المعسكرين، تمكنت بتصرفاتها الغير ناضجة ولأنها تجهل فن التفاوض ، أن تخسر كل القوى المختلفة، فكان مصيرها أن واجهت القوى العظمى بعضها البعض على أرض إثيوبيا مما أسفر عن تدمير هذا البلد
والسؤال
كيف يمكن لحكام أي بلد في مثل هذا الوضع أن يتصرفوا بالشكل الذي يحافظ على كيان الدولة وثرواتها وأمن وأمان شعبها وقواتها المسلحة؟
معادلة في غاية الصعوبة وتتطلب الكثير من المواءمات السياسية والإقتصادية. والأخطر لو لم يدرك شعب هذا البلد ما تضطر قيادته أن تفعله حفاظاً عليه وعلى مستقبله وعلى كيان الدولة. رأينا ما يمكن أن يحدث لأي بلد تواجه فيه القوى العظمى بعضها البعض، ولكن بالوكالة، ليس فقط في إثيوبيا بل أيضاً في أوكرانيا. ورأينا كيف يحاول بعض الرؤساء لمثل هذه البلاد اللعب على الحبلين ، مثل إردوغان في تركيا والتحالف تارة مع إمريكا وتارة مع روسيا. ولكن في نهاية المطاف لابد وان يرسي على أحد المعسكرين، ولو تأخر في تقدير إعلان ولائه قد تدمره وتدمر بلده القوتين معاً لعدم ضمان ولائه لأي منهما.
الوضع جد خطير الآن في العالم وهو يستعد لخوض حرب شرسة قد تدمر فيها بلاد بأكملها وقد ينخفض عدد سكانها إلى أعداد صادمة قد لا تتمكن من الدفاع عن نفسها. والمشكلة أن القوى في المعسكرين متوازنة ولدى كل منهما أدوات دمار شامل. ولذا الخيار يكاد يكون مستحيلاً بين الإثنين، لكن لابد من الإختيار وفي الوقت المناسب بحيث لا تتأخر البلد في إظهار ولائها لأحد المعسكرين لكي تضمن حماية هذا الطرف ويعرف الطرف الآخر موقفها الصريح.
ولكن هناك بلاد موقفها يختلف عن باقي بلاد العالم وذلك لأنها ليست قوة عالمية ولكنها قوة إقليمية لا يستهان بها. وعندما تكون في وضع إقتصادي قوي ويكون لديها قوة عسكرية متقدمة ، ويكون لديها جيش مدرب ولديه إكتفاء ذاتي، ويكون لديها شعب بعدد متوسط، ليس بالصغير وليس بالكبير الزائد، ويكون غالبيته من الشباب، فتكون هذه الدولة من الدول التي يحاول كل معسكر إستقطابها إليه. وهذا يضع هذه الدولة في موقف أكثر دقة وخطورة عن البلاد الأقل شأناً. لأنها ستعطي ثقلاللمعسكر الذي تنضم إليه.
وهذا هو وضع مصر الحالى.
وحتى الآن مصر تقوم بمواءمات سياسية كثيرة مع كل من المعسكرين. ولذا نجد أن مشكلاتها تحل "بقدرة قادر" مثل مشكلة سد إثيوبيا الذي كاد يحل بإنهيار البلد. ومشكلة السياحة تحل بالزيادة الكبيرة في الوفود السياحية من روسيا. وتهافت دول كثيرة للاستثمار في مصر وخصوصاً في المنطقة الصناعية لقناة السويس ووضعها الاستراتيجي العالمي. وكل هذا في صالح مصر. ولكن لابد أن تتواءم مصر مع متطلبات المعسكرين حتى يقترب وقت إتخاذ القرار بأين تقف مصر ومع أي معسكر.
فنجد المواءمات التي تتخذها مصر صعبة جداً ولكنها مضطرة لها. فمثلاً لكي يستمر التعامل مع الغرب الذي يصر على تلقي كل من يسافر له أحد اللقاحات الغربية، إضطرت مصر إلى إستيراد هذه اللقاحات لتكون موجودة لمن يريد التطعيم بها. ولكن في نفس الوقت تقوم بالتصنيع المحلى للقاحات الصينية كي تغطي بها احتياجات الشعب المصري وأيضاً مستقبلاً تغطية جزء من إفريقيا. وهذه مواءمة لكل من المعسكرين الغربي والشرقي ، ومحاولة حماية الشعب من اللقاحات المشكوك في أمرها.
تقوم مصر باستيراد السلاح من كل من المعسكرين، وهذا يضعها في موقف فريد إذ لديها التكنولوجيا الخاصة باسلحة البلدين. وفي وقت من الأوقات كانت هناك تساؤلات عن كيفية عمل القوات المسلحة في تناغم داخلى وهي لديها أنظمة حربية لا تتوافق مع بعضها. لكن مقدرة المصريين على تطويع الالات لتعمل بسلاسة مع منظومات مختلفة قد أثبتت نفسها في حرب ١٩٧٣ عندما طور سلاح الطيران المصري الطائرات الروسية وبشجاعة وحرفية الطيارين المقاتلين المصريين إنتصر سلاح الطيران على أحدث الطائرات الأمريكية التي كان يقودها الاسرائيليين. والآن تمكن سلاح الطيران المصري من إيجاد الطريقة التي يكون لديه التفاهم الكامل والتواصل بين أسراب الرافل الفرنسية والسوخوي والميج الروسية. وهذا أيضاً ينطبق على المدرعات والدبابات وعلى البحرية وانظمة الدفاع المختلفة. وهذه خاصية لا توجد في أي بلد آخر ولذا تعتبر مصر جائزة كبرى لكا من في المعسكرين يفوز بولائها لأنها سيكون لديها معرفة عميقة لأسلوب إستخدام أسلحة المعسكر الآخر. وهذا أيضاً سلاح ذو حدين، ولذا فعلى المعسكرين توخي الحذر في عدم إستعداء مصر لأي منهما وهذا يعطي مصر موقعاً فريداً بين الدول، إذ لديها القدرة على الإستمرار في حيادها وتستخدم أوراقها بذكاء.
هناك بعض القرارات الداخلية تتخذ وقد تبدو أن توقيتها غير مناسب أو أنها قرارات لا يرضى عنها الشعب، إلا أن هناك عوامل أخرى لابد وأن تراعى في المواءمات الخارجية. وقد تظهر هذه القرارات على أنها داخلية محض ولكن لديها وقع كبير في الخارج لا يراه الشعب وينظر لهذه القرارات من منظور ضيق ومحلى فقط. مثل قرار رفع الدعم عن رغيف العيش الذي طرح كفكرة فقط حتى الآن.وربط سعر الوقود بالسعر العالمي ودعم بعض الدول علمياً واقتصاديا وهذا. يدل علي قوة إقتصاد مصر عالمياً لكونها قادرة على إتخاذ مثل هذا القرار في هذا التوقيت وبذلك تصبح أقوى إقليمياً وبالتالي دولياً وهذا يعزز من مقدرتها على حماية كيان الدولة والشعب
من القوى العالمية الخارجية.
قرار كل من وزارات التربية والتعليم والصحة بوجوب تطعيم كل العاملين في المدارس وكل موظفي وزارة الصحة قبل شهر أكتوبر الماضي له أثر كبير جداً على السياحة وعدد زوار مصر من الأجانب والعرب وهذا مرة أخرى يصب في تقوية الموقف المصري إقليمياً وعالمياً ويساعدها في حماية البلد ومواردها وشعبها وجيشها. وفي نفس الوقت تطعم الشعب باللقاح الآمن تماماً لأنه من إنتاجها هي وصنع بالإسلوب التقليدي الآمن على الصحة وهذا مكلف جداً لأنها تعطيه بالمجان للشعب.
العالم يمر بفترة من فترات التقلبات العنيفة والتي قد تطيح بدول بالكامل، ولكن حتى الآن تمكنت مصر ليس فقط من الحفاظ على كيانها كدولة ولكن عززته بتقوية جيشها واقتصادها وجبهتها الداخلية باتحاد المصريين في وجه كل عدو يحاول مهاجمته سواء من الداخل أو الخارج. وإفساد إحداث أي فتنة بين ابناء الشعب الواحد
ربي إحفظ مصر وأبنائها الوطنيين وقوي قيادتها واعطهم الحكمة لاتخاذ القرارات الصعبة جداً التي تواجههم في هذه الحقبة وأجلى بصيرة الشعب ليتقبل القرارات التي قد لا يفهم مداها وذلك للحفاظ على بلدنا الجميله مصر.
❤️🇪🇬❤️ تحيا مصر ❤️🇪🇬❤️
(رجاء طبع هذا المقال وتعليقه في المنازل والشوارع والجامعات للوعي ومعرفة قيمة الوطن وقيمة الرجال الذين يقودون هذا الوطن ويتحملون مسؤوليته)