google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 المسيحية هي الحل!
recent
عاجل
Startseite

المسيحية هي الحل!


كتب| أحمد السادات
المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية
إعلام الدفاع الوطني

لقد كانت أوروبا تَعُجُ بالأديان الوثنية وعبادة الاباطرة، وخاصة الرومان والتي سنتحدث عنها بشكل خاص.

إن هذه الديانات الوثنية  تفتقر إلى السلطة المركزية المنظمة المتمثلة في رجال الكهنوت  والتي تستطيع أن تسن قانونًا، أو تحدد الطقوس اللازمة للعبادة والتي كانت في كل ديانة بالاجتهاد من متبعيها! 
فكانت الدولة تحتاج إلى الدين الذي يُجمع الجميع حول طاولة واحدة. 

وكانت الدولة الرومانية في نفس الوقت تقف إزاء كل هذه الديانات - الوثنية- موقف المسامحة، شريطة ألا تتعارض طقوسها مع الصالح العام الروماني.
سياسة تتبعها الدول القمعية في ممارسات الشعائر الدينية في العصور الأولى وتتبعها دول حتى الآن ولكن في صور مخفية ومسميات قمعية أكثر نضوجًا. 

*الدين والفلسفة*

لا يمكن القول أن الدين والفلسفة لم تعط نوعًا من التعاليم الأخلاقية. فهذه الأخيرة - الفلسفة- كانت تنادي بوجوب تخلص الروح وتطهيرها من الشهوة الجسدية والماديات، وذلك بممارسة الفضيلة من أجل الحصول على الطهارة والنقاوة اللازمة للتأمل والتفكر في الله.

غير أن هذه المسائل كانت تتم بصورة فردية، ولم يحاول أحدهما أو كلاهما-الدين والفلسفة- أن يبدي اهتمامًا بالعدالة الاجتماعية، كما أنه لم يكن عند هذه أو ذاك مجرد الرغبة في إنقاذ العالم كوحدة واحدة، وخلاص من شروره.
فكل ديانة تعني وتوجه الفرد اجتماعيًا لا سياسيًا، بمعنى أنها لا توجد حل للفروق الطبقية والعبودية بين المجتمع وبعضه، حتى جاءت الديانة الشرقية. 

وكان يحمل هذا المبدأ الأخير ديانة شرقية جديدة تمثلت في المسيحية، تبدت عقيدتها في إله مُخلّص سار في طريق الآلام والتعذيب ليكفر عن خطايا البشر.

وبناء علي هذا المعتقد لدي المسيحيين، عزل هؤلاء أنفسهم عن المجتمع الروماني وأنشطة المختلفة، فلا هم يشتركون في حفلاتهم وندواتهم العامة، ولا هم يختلطون بالرومان ويندمجون فيهم، بل أغلقوا على أنفسهم باب العزلة في ظل التعاليم التي اشاعها أباء المسيحية الأولي  عن عناء الحياة الدنيا وغوايتها ووجوب الزهد، وأن من اتبع هواه وأطلق لنفسه وشهواته العنان في هذه الدنيا فقد ضل وغوى.
تلك السياسة المتشددة في التعامل المسيحي مع المجتمع الروماني كانت بمثابة القلم الذي دوى على خدِ صاحبهِ.

وبهذا السلوك أدرك جموع الرومان أنهم إزاء جماعة منعزلة تأبى الاشتراك في الحياة العامة بل وتزدريها وترفض الانخراط فيها، ولا تؤدي أي خدمة للمجتمع المدني الذي فيه تعيش، ومن ثم كان سخط الجموع الوثنية ومعارضتها للدين الجديد أشد من سخط الأباطرة أنفسهم في بادئ الأمر.

وهذا السلوك من هذا المجتمع يدل على التفتح الفكري، حيث أن الحياة المدنية وخدمة المجتمع كانت ذات أهمية بل ومقياس لجموع الشعب الروماني، حيث كان السخط عند انعزال المسيحيين وعدم إظهار أي فائدة في الخدمة المجتمعية، وهذا سبب يجب أخذه في الاعتبار، أن المجتمع المدني سيكون طوعًا لك عندما تؤدي له الخدمات المفيدة والحقيقية حتى وإن كنت ديانة وثنية!

*عبادة الأباطرة*
علي الرغم من أن عبادة الأباطرة - أحياء وأموات - كانت من الناحية الدينية أقل اقناعًا حيث لم يكن هناك من يعتقد أن الأباطرة كانوا آلهه.

وقد آلم الأباطرة كثيرًا أن يجدوا المسيحيين لا يشتركون في تقديس ذواتهم، وكانت المسألة بالنسبة للمسيحيين غاية في الأهمية لأنها تتصل بجوهر العقيدة المسيحية ذاتها.
لنقف لوهلة عزيزي المفكر في قضية عبادة الأباطرة وأنها وعلى الرغم من عدم اقتناع عدد لا بأس به من الشعب بها، إلا أنهم عبدوا الاباطرة، وهذا إن دل على شيء يدل على الوصولية في ازهى صورها.
غير أنه لم يكن هناك مبدأ أسمى من المصالح الشخصية الفردية في ذلك الوقت.

لقد كان في وسع المسيحيين أن يصلوا من أجل الإمبراطور ولكن ليس للامبراطور، وأن يدعو للامبراطورية وإن أبوا أن يحاربوا من أجلها.

وتفسير ذلك، أنه يجب أن ندخل في اعتبارنا أن إحترام السلطة السياسية القائمة، أمر فرضته التعاليم المسيحية منذ البداية، يدل على ذلك قول المسيح "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (متى٢٢/٢١) وما جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل روما"لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله... حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله" (١٣/١-٢).
 إن كنت تعتقد أننا نتحدث عن المسيحية كديانة وليس كمثال فأعد القراءة
author-img

الادارة العامة

Kommentare
    Keine Kommentare

      NameE-MailNachricht

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير