google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 " اعملك كاس ؟
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

" اعملك كاس ؟

كتبه: مدحت ماهر
...........................................
" الجملة دي كانت جملة مكررة في أغلب الأفلام من بدايات السينما المصرية و حتي التسعينات لكن مع مر السنين تغير السياق بتاعها مع تغير المجتمع المصري.

في البداية كانت الجملة تقال من البطل أو صديقه الي في العمل الفني هم أشخاص طيبين اخيار و عرض الكاس كان زي عرض الليمون لأنه دائما بيقدم و البطل عصبي، الحقيقي ده كان متماشي مع المجتمع وقتها البارات كانت موجودة بشكل علني  حتي في المناطق الشعبية، و لو جدتك موجودة ممكن تسألها علي " البار " الي كان جزء من جهاز العروسة زي النيش كدا.

ممكن حد ياخد ده و يقول الناس كانت بتشرب خمرة في غالبيتها  ؟ أقوله خالص، معدل شرب الخمور كان قليل لكن الفارق أنه مكنش شيء يشكل وصم الشخص بالشر و الهلاك، لكن المخدرات هي الي كانت وقتها وصم حقيقي للفرد عشان كدا كانت اكتر شتيمه منتشره وقتها تحمل وصم الشخص هي وصفه بأنه " افيونجي " 

من السبعينات بدأ مشهد اعملك كأس سياقه يتغير رغم استمرار وجوده، لكن السياق تحول من الصديق الي يحاول يهدي صديقه لعادل ادهم و هو لابس الروب و السيجار في بقه و بيعمل كأس بعد ما غرر بفتاه و اخذ منها أعز ما تملك! 

السياق تحول لسياق شر كامل الي بيشرب يا راجل أعمال فاسد يا زعيم عصابة يا راجل يمثل الشر يا امرأة منحرفة لعوب، و علي صعيد آخر تغير سياق المخدرات و بقيت قعدة الحشيش في السينما قعدة أنس و ضحك و بقي المشهد دائما يصور البطل قاعد بيضحك في غرزة مع الناس الطيبة الي بتشرب حشيش، و تحول السياق من اعملك كأس لأرصلك حجر ؟
طبعا ده كان متماشي مع تغير مجتمعي بفعل الصحوة إلي خلت متناول الخمور شيطان لكن خلقت تسامحاً بعض الشيء مع متناول المخدرات و خصوصا الحشيش و ده يظهر حتي في أشد الأنظمة تشدد في العالم زي أفغانستان و باكستان أنهم يقوموا بتجارة و تناول  المخدرات من جانبهم بصورة طبيعية و يكاد تحريمها مجتمعيا يكون منعدم عندهم.

بالتالي أصبح الحشيش مقترن بالحكمة و الروقان و الضحك و المشهد الكوميدي الي يظهر الحشاش في صورة شخص لطيف و طيب و دمه خفيف، في حين الي بيشرب خمرة هو فاسد و شرير و منحل أخلاقيا، ده انتشر مجتمعيا و طبع من الناحية الفنية السينمائية و مازال مستمر حتي اللحظة.

 و بقي البطل بدل ما يروح يسكر و يقول أنا جدع و الناس تضحك بقي يروح يشرب حشيش و يقول أحلي حاجة في الحشيش ده أنه من غير بذر و الناس تضحك، و السبب هو اختلاف ما هو مقبول مجتمعيا فقط لا غير و تكوين عادة و تقليد جدد في اخر خمسين سنة تظهر بكل وضوح في مزايدة شاب سيجارة الحشيش مولعه في أيده علي صلاح !

بالتالي أنا مصر أن الموقف مش ديني قد ما هو مجتمعي، و الدليل دائما بالنسبة ليا الحشيش و الختان الي مجرمين دينيا لكنهم منتشرين مجتمعيا و منهم الختان إلي مقدس بالنسبة لقطاع واسع من المصريين لأنهم حاملين القدسية المجتمعية ليها من وقت الفراعنه.
author-img

الادارة العامة

تعليقات
    ليست هناك تعليقات

      الاسمبريد إلكترونيرسالة

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير