google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 العمل التطوعي سمة إنسانية عظيمة
recent
عاجل
Home

العمل التطوعي سمة إنسانية عظيمة


دكتور عزت فهيم.
مستشار الإدارة العامة في شؤون التعليم
الهيئة الوطنية للتوعية الفكرية
العمل التطوعي
يُعد العمل التطوعي سمة إنسانية عظيمة، تتضمن معاني كالصبر والقدرة على العطاء والتكافل والتعاون عبر تاريخ الإنسانية الطويل. كما يسود العمل التطوعي روح العطاء دون مقابل أو نظير.
لقد عرفت الإنسانية العمل الاجتماعي التطوعي منذ عهود سحيقة، وكان هذا العمل في بدايات ظهوره يتم بشكل عفوي وتلقائي، وينطلق من الإرادة الخيرة والتضحية والمبادأة الذاتية التي تدعو إليها الحاجة، وينبع من الرغبة في مساعدة الآخرين. وقد حثت الديانات السماوية، وما تضمنته من قيم إنسانية نبيلة، الإنسان على مساعدة أخيه الإنسان في كل المواقف الإنسانية، دون انتظار لمقابل معين. فالدين الإسلامي يدعو إلى الإيثار والسماحة، ويحث الإنسانية على العطاء.

قال تعالى: ]وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ[

والإسلام بهذه الصورة يؤكد أمرين أساسيين:

الأول: أن يعيش الإنسان في الحياة ليحفظ لنفسه العيش والبقاء.

الثاني: أن يشارك الآخرين في الأنشطة المختلفة المحققة لمصالح الفرد والجماعة.

أي أن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجتمعات البشرية منذ الأزل، ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر، ومن حين إلى آخر.

من حيث الحجم، يقل في زمن الاستقرار والهدوء، ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب. ومن حيث الشكل، قد يكون جهداً يدوياً أو عقلياً أو مهنياً أو تبرعاً بالمال أو غير ذلك. ومن حيث الاتجاه، قد يكون تلقائياً أو موجهاً من قِبل الدولة في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية. ومن حيث دوافعه، قد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية أو سياسية أو دينية.

أولاً: مفهوم العمل التطوعي وخصائصه

العمل التطوعي هو تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص يحتاجون إليه دون مقابل مادي أو معنوي.

والتطوع بهذا يتضمن جهوداً إنسانية يبذلها أفراد المجتمع بصورة فردية أو جماعية، وهو يقوم بصفة أساسية على الرغبة والدافع الذاتي، أشعورياً كان هذا الدافع أم غير شعوري. ولا يستهدف المتطوع تحقيق مقابل مادي أو ربح خاص، بل هدفه الشعور بالانتماء إلى المجتمع، وتحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة، أو خدمة قضية من القضايا التي تهم المجتمع.

أي أن العمل التطوعي دافع أساسي من دوافع التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً, ودليل واضح على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للبذل والتضحية. وبالتالي فالعمل التطوعي نوع من الاختيار الحر للعمل، وقناعة بمشاركة الأفراد تطوعاً في العمل من واقع الشعور بالمسؤولية.

وبمفهوم آخر للعمل التطوعي، فإنه ما تبرع الإنسان به من تلقاء نفسه، سواء كان تبرعه برأي أم بالعمل أم بالتمويل، وغير مُلزم به وبلا مقابل مادي.
author-img

الادارة العامة

Comments
    No comments

      NameEmailMessage

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير