لم يعد هناك قواما فعليا لحلف وارسو و الذى كان له وجودا قويا فى منتصف القرن الماضى ليقف أمام حلف الناتو أو شمال الأطلسي و لكن للأسف إستطاع الناتو خلال ما يقرب من سبعون عاما فى الاستحواذ على الغالبية العظمى من دول حلف وارسو البائد ليصبح عدد الدول الاعضاء بخلف الناتو ثلاثين دولة .
و الثمانية دول الذين كانوا بحلف وارسو هم الاتحاد السوفيتى و ألبانيا و ألمانيا الشرقية و بولندا و رومانيا و تشيكوسلوفاكيا و المجر و بلغاريا .
و قد انهار الاتحاد السوفيتى فى عهد الرئيس جورباتشوف عام ١٩٩١ و انقسم إلى عدة دول اقواهم روسيا و ألمانيا الشرقية و قد سقطت أيضا و تهدم سور برلين عام ١٩٩٠ و انضمت ألمانيا الشرقية إلى المانيا الغربية لتصبح ألمانيا و انضمت لحلف الناتو .
و بدأت دول الكتلة الشرقية فى التداعى و الإنهيار و الإنقسام الواحدة تلو الأخرى و انقسمت تشيكوسلوفاكيا إلى التشيك و سلوفاكيا و انضموا للناتو .
و انضمت أيضا كل من بلغاريا و بولندا و رومانيا و المجر للناتو و لم تكن يوغوسلافيا عضوا بحلف وارسو و لكن عندما انحلت و انقسمت إلى عدة دول و هم سلوفينيا و كرواتيا و القرم أو الجبل الأسود انضموا جميعا للناتو .
و بذلك عندما نجح جهاز المخابرات الأمريكية فى عهد الرئيس السوفيتى جورباتشوف فى تجنيد رئيس وزراءه نيكولاى ريجكوف و الذى ظل لأعوام يستعين بمعدومى الكفاءة فى المناصب الإدارية و القيادية بالاتحاد السوفيتي سعيا لهدمه .. و قد كان ..
و تفتت الإتحاد السوفييتي و تبعها دول الكتلة الشرقية أيضا .
و من الجدير بالذكر أن بعض من الدول الناشئة عن تفتيت الإتحاد السوفييتي و الذين انضموا للناتو هم استونيا و لاتفيا و ليتوانيا .
و تعد أوكرانيا أحد الدول الناشئة عن تفتيت الإتحاد السوفيتى ولم تنضم بعد لأى حلف و تسعى الولايات المتحدة لضمها للناتو و روسيا تحاول منعها بتواجد حشد عسكرى روسى كبير على الحدود الروسية الأوكرانية .
و هذا الصراع لن يدوم طويلا و لسوف ينتهى اما بغزو روسي لأوكرانيا و ما قد يتبعه من حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية أو تسوية سلمية على طاولة المفاوضات .
و منذ أن تولى الرئيس بوتين حكم روسيا و هو يسعى لتطوير السلاح الروسي ليجعل من روسيا قوة تضاهى قوة الدول الثمانى المنشقة عن حلف وارسو .
و من هذه الأسلحة الروسية على سبيل المثال لا الحصر طائرات سوخوى بطرازاتها المتطورة و الصواريخ البالستية ذات الرؤوس النووية عابرة القارات و الصواريخ البحرية اللا مدى و هى بديهيا الأطور على مستوى الصواريخ و على الصواريخ قصيرة و بعيدة المدى .
و هذا الصاروخ اللا مدى البحرى الروسي يذكرنا بالصاروخ الذى أطلقته الصين ليدور حول العالم عدة مرات فى فترة وجيزة و كأنهم فقدوا السيطرة عليه !!!!!
و لكنه صاروخ لا مدى أيضا و قد جال العالم ليرصد بدقة كل بقعة فى الكرة الأرضية .
و هذا هو حلف وارسو الجديد الغير معلن روسيا و التنين الصينى الذى لا يعلم أحد حتى الآن مدى قوته و إن كان العالم يتوقع أن الصين تمتلك من القوة العسكرية ما يتفوق على دول الناتو مجتمعة .
حفظ الله العالم من الحروب ليعيش فى سلام .