مقال للدكتور: رفعت مختار
مدير جريدة الوطنية نيوز الاسكندرية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله الرحمة المهداة والنعمة المسداة وعلى آله وصحبه ومن صار على نهجه واتبع هداه
منذ سنوات والبعض يتطاول على كل وطني محب لوطنه الذي ولد وترعرع فيه دون أن يعرف أن حب الوطن من الإيمان فهل يعرفون هم ذلك ويكايرون ؟ أم يجهلون ونقول لهم معذورين . لذا حاولت جاهدا موجزا غير مخل ودون اطناب غير ممل لعلي أفي بحق وطني والدفاع عنه - أن أشرح معنى الوطنية بمفهومها الصحيح فهي غريزة فطرية وشعور من كل من ولد على تراب وطنه بالحب والإخلاص له فالوطنية ليست جريمة ولا معصية بل العكس الجريمة والمعصبة في حق من لا يتصف بها ويعادي وطنه.
. فلقد كتبت قصيدة وانا طالب بالثانوي مطلعها
مصر بلدي وبلدك ..مصر كل الشباب
نيلك يا مصر يرويني.. يمح عني العذاب
ان ابن من بنيك ...أملي أشق السحاب
اصنع بإيماني قوة... امح عنك الضباب
جيلك أشرف جيل...وترابك أجمل تراب
شعبك يامصر واحد ..ابدا ماكان اغراب
قرأت باسم الله ...فوجدتك بالكتاب
يامهد الحضارة ... نالت كل الإعجاب........إلى آخر القصيدة فعبرت عن وطنيتي في قصيدتى وجدت هجوما شرسا يطول شرحه ولكني لم أتوقف وقمت بتأليف أكثر من قصيدة تم نشرها في عديد من المواقع.
والآن أسأل سؤالا للجميع هل حب الوطن معصية
ام من الإيمان ولماذا تعجب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا أو مخرجي هم ! حين علم أن قومه سيخرجوه من وطنه ؟
إجابتي :
بالدليل من الكتاب والسنة والعقل وما فرضه الواقع
قال تعالى لا (اقسم بهذا البلد ) ( والطور وكتاب مسطور ) ( والتين والزيتون وطور سنين ) لماذا اقسم الله بهذه الأماكن؟ مكة وجبل الطور بسيناء الغالية على قلوبنا بمصرنا الحبيبة ولماذا اختار اغلب الأنبياء مصر واسأل نفسك أيها العاقل لماذا رب العزة يذكر مصر في كتابه أكثر من مرة اقول لو لم يكن لها قدر عند الله ما اقسم بها ولا ذكرها والعقل يقول ان من أحب شيئا أكثر من ذكره ومن كره شيئا لا يريدأن يسمع عنه شيئا
ومن السنة ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حب الوطن حين قال عن مكة انك احب بلاد الله لي ولولا أن قومك اخرجوني منك ماخرجت فرسولنا الحبيب ذكر الحب في مستهل كلامه وحين هاجر إلى المدينة رأى شوق الصحابة لمكة وهو الذي قال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد وانظر إلى قصة أصيل حين سأله النبي صلى الله عليه وسلم كيف عهدت مكة فأخذ يمدح ....حتى قالت عائشة رضي الله عنها لا تحزنا يا أصيل وقال النبي صل الله عليه وسلم دع القلوب تقر. والكلام في ذلك كثير
والواقع فرض علينا بطبيعة النشأة في مكان ما أن نحبه وأن يكون الولاء له وكرامتك من كرامته وعزتك من عزته تذود عنه بدمك وكل ما تملك وتقدم روحه فداء له حتى وانت في الوطن تأبى كرامتك أن يأتي شخص من نفس الوطن ويعتدي عليك بمكانك الذي تسكنه .
وتعد جريمة خيانة كبرى يحاسبك الله اولا عليها ثم القانون حين يكون ولاؤك لغير وطنك
أو تتجسس على وطنك وتكون عميلا لمجموعة أو فرد أو دولة أو تبيع وطنك ولكن من هو العاصي والمذنب في حق وطنه ؟
إنما العاصي في حق وطنه هو من ينكره أو يتبرأ منه او يكرهه أو يتعاون مع غيره ليخربه ويدمره عاص لأنه خان وطنه وباع نفسه للشيطان وشياطين الإنس هم المعنييون بذلك .
الآن اخي وبني وصديقي وجاري وأختي وبنيتي هل عرفتم جميعا حق الوطن عليكم .
فمهما أحاطت بك الهموم وصاحبك الفقر و ألمت بك الأحزان ويئست من البحث عن عمل أو وظيفة وضاقت بك السبل فليس لك عذرا في أن تسب الوطن أو تحمل الوطن ذلك لكن عليك السعي بالوطن وخارجه كما قال ربك تعالى : فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فلقد عاش الصحابة أسوأ الأحوال ومروا بمجاعة ليس لها مثيل في عهد عمربن الخطاب رضي الله عنه وانتشر الوباء ورغم ذلك كله لم يعيبوا على الوطن ولا امير المؤمنين. بل امتثلوا لأمر الله وأخذوا بالأسباب حتى عم الرخاء وعادت الحياة أجمل مما كانت عليه .
أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل شر وسوء وإن يتم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يرفع عن بلادنا الوباء والغلاء وأن يجعلنا مخلصين لديننا ولأوطاننا وأن يوفق رئيسنا وقادتنا لما يحب ربي ويرضى.
