google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 رساله من معلم
recent
عاجل
Home

رساله من معلم

كتبه: مدحت ماهر
**************************
رسالة من #معلم لا يعرف التعب والملل .. ارفعوا القبعة للمعلم ..
أنا معلم ومربّ .
ترسلون لي أبناءكم كل يوم ، وتحاسبونني  وتطلبون مني أن: 
لا أضرب 
لا أصرخ 
لا أخرج تلميذا من القسم.
أنا حريص على أن يكتبوا، ويفهموا، وأن يناقشوا ويحللوا، وأن يحضّروا الدروس في بيوتهم.
أنا حريص على أن أرى الواحد منهم أستاذا..إطارا ..طبيبا ..مهندسا .. مزراعا .. سفيرا .. 
وحين أشرح الدرس أشرحه وكأنني أرى داخل قسمي أربعين أو خمسين أستاذا،
لا أربعين أو خمسين طالبا! 
حريص على أن اراقب دفاترهم وحقائبهم
وأفض الخلافات، وأنهي النزاع بين المتخاصمين! 
 يقع على عاتقي نصرة المظلوم الضعيف على الظالم القوي 
وعلى عاتقي إرجاع الحاجات المسلوبة إلى أهلها!
وعلى عاتقي إنهاء الشغب لأفهمهم الدرس! 
وعلى عاتقي فرض النظام والهدوء...
وعلى عاتقي العدل في الجلوس الأول فالأول، وضعيف البصر على الصحيح، وهزيل الجسم على البدين...
وعلى عاتقي ترتيب  جلوس البنات، 
وترتيب جلوس البنين...
وعلى عاتقي الملاحظة حول الهندام والحلاقة وطول الأظفار، وربط قيطان الحذاء لهم!
وأصنف في دفتري الأولاد، فأعرف اليتيم والكريم والسقيم، واللئيم، والعامل والخامل والهامل، والمجد والكسول، وليسوا سواء فأعطي كل ذي حق حقه!
وعلى عاتقي تهوية القسم والحفاظ على نظافته وجماله....
انا أستاذ 
وهؤلاء تلاميذي الأربعون، من أربعين عائلة قدموا...
وهناك فوج ثان من أربعين أيضا... 
وفوج ثالث من أربعين أيضا... 
هناك مزيج من حالات الناس، يأتون إلي من كل مكان، وأنا غاية في ضبط النفس تحضيرا وحرصا واهتماما وهنداما وابتساما عسى أن أعطي كل طالب مسألته. 
أنا الممرض أسعف وأبلل المنديل، لتخف حمى طالب، أو رعاف ذاك أو زكام تلك، وأنا في نفس الوقت أتناول قرص صداع رأس لي، لأستطيع إكمال الحصص التالية!
ألجأ إلى التفتيش عن حبة حلوى، أرفع بها نسبة هبوط السكر!
أشم رائحة كبدي تحترق حين أوزع النقاط فأنهزم أمام ذوي العلامات الضعيفة، وأجعل نفسي محل اتهام، فلعلني كنت السبب! 
فارفعوا القبعة للأستاذ...وبادلوه التحية 
واعترفوا له بالفضل...وأن له عليكم حقا ..
فالمعلم هو الشخص الوحيد الذي يقاسمك تربية أبنائك، فلا ترض له الإساءة.
ترسلون لي أبناءكم كل يوم، وتحاسبونني  وتطلبون مني أن: 
لا أضرب 
لا أصرخ 
لا أخرج تلميذا من القسم.
أنا حريص على أن يكتبوا، ويفهموا، وأن يناقشوا ويحللوا، وأن يحضّروا الدروس في بيوتهم.
أنا حريص على أن أرى الواحد منهم أستاذا .. أوطيارا ..طبيبا ..مهندسا .. مزراعا .. سفيرا .. 
وحين أشرح الدرس أشرحه وكأنني أرى داخل قسمي أربعين أو خمسين أستاذا ،
لا أربعين أو خمسين طالبا ! 
حريص على أن أراقب دفاترهم وحقائبهم
وأفض الخلافات ، وأنهي النزاع بين المتخاصمين ! 
 يقع على عاتقي نصرة المظلوم الضعيف على الظالم القوي 
وعلى عاتقي إرجاع الحاجات المسلوبة إلى أهلها !
وعلى عاتقي إنهاء الشغب لأفهمهم الدرس ! 
وعلى عاتقي فرض النظام والهدوء ...
وعلى عاتقي العدل في الجلوس الأول فالأول ، وضعيف البصر على الصحيح ، وهزيل الجسم على البدين ...
وعلى عاتقي ترتيب  جلوس البنات ، وترتيب جلوس البنين...
وعلى عاتقي الملاحظة حول الهندام والحلاقة وطول الأظافر ، وربط قيطان الحذاء لهم !
وأصنف في دفتري الأولاد ، فأعرف اليتيم والكريم والسقيم ، واللئيم ، والعامل والخامل والهامل ، والمجد والكسول ، وليسوا سواء فأعطي كل ذي حق حقه !
وعلى عاتقي تهوية القسم والحفاظ على نظافته وجماله ....
انا أستاذ 
وهؤلاء تلاميذي الأربعون أو الخمسون ، من أربعين أو خمسون  عائلة قدموا ...
وهناك فوج ثان من أربعين أو خمسون أيضا ... 
وفوج ثالث من أربعين أو خمسون أيضا ... 
هناك مزيج من حالات الناس ، يأتون إلي من كل مكان ، وأنا غاية في ضبط النفس تحضيرا وحرصا واهتماما وهنداما وابتساما عسى أن أعطي كل طالب مسألته . 
أنا الممرض أسعف وأبلل المنديل ، لتخف حمى طالب ، أو رعاف ذاك أو زكام تلك ، وأنا في نفس الوقت أتناول قرص صداع رأس لي ، لأستطيع إكمال الحصص التالية !
ألجأ إلى التفتيش عن حبة حلوى ، أرفع بها نسبة هبوط السكر !
أشم رائحة كبدي تحترق حين أوزع النقاط فأنهزم أمام ذوي العلامات الضعيفة ، وأجعل نفسي محل اتهام ، فلعلني كنت السبب ! 
فارفعوا القبعة للأستاذ ... وبادلوه التحية والتقدير والاحترام .
واعترفوا له بالفضلو... وأن له عليكم حقا ..
فالمعلم هو الشخص الوحيد الذي يقاسمك تربية أبنائك ، فلا ترضى له الإساءة .
author-img

الادارة العامة

Comments
    No comments

      NameEmailMessage

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير