google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 بدء الحرب العالمية الثالثة فى الغرب الأوسط إقتصادية بالدرجة الأولى
recent
عاجل
Accueil

بدء الحرب العالمية الثالثة فى الغرب الأوسط إقتصادية بالدرجة الأولى

★اللواء.أ.ح. سامى محمد شلتوت.

• تشير جميع المؤشرات الإقتصادية، وعلى رأسها أزمة كورونا، ومن قبلها موقف الطاقة عالميا، سواء موارد الوقود الأحفوري (النفط) وما سببته من أزمات على مستوى المناخ العالمي،  أو خريطة توزيع الغاز عالميا، بالإضافة إلى تعقيدات المشهد المالي دوليا وإحتمالية الوصول إلى وضع متفجر بين الحكومات والدول، أو بمعنى أصح بين القيم المختلفة، يمكن أن يؤدي إلى نزاع عالمي عنيف يصلح لأن يطلق عليه الحرب العالمية الثالثة.
• ولكن في حالة إندلاع شرارة صراع أو حرب عظمي، فإنها لن تتميز بحجم خسائر بشرية مثل الأولى والثانية .. إنما سيبدأ بخسائر مادية وإقتصادية، طبقا لما قامت به البشرية من بناء وتعمير خلال العقود الماضية منذ نهاية آخر صراع عالمي مسلح من الناحية التاريخية والاقتصادية.
• خلال حفل إفتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية بكين 2022، والتي أعلن فيها الرئيسين فلاديمير بوتين الروسي وشي جين بنج الصيني أنهما يقفان معا من أجل تحقيق عالم القانون لا عالم القواعد الذي قامت بفرضه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب خلال العقدين الماضيين.
ودلالة هذه التصريحات توضح أننا بصدد الدخول في نظام دولي جديد متعدد الأقطاب قد يكون ثلاثي الأقطاب حال الإستقرار الإستراتيجي، وثنائي الأقطاب  حال الإستقطاب الإستراتيجي. والمتابع للأزمة الحالية في أوكرانيا يمكن أن يستشف أنه حتى اللحظة فهو ثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا كقطب، وروسيا والصين كقطب ثان، أما القطب الثالث، فهو أوروبا الممزقة بين الطرفين، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا.
• إن الوضع الحالي عقب قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 21 فبراير 2022، بتوقيع مرسوم الإعتراف بجمهوريتى لوهانسك ودونيتسك كدول مستقلة أصبح شديد الخطورة وحساباته دقيقة للغاية، وبموجبه بدأت روسيا في إرسال قوات حفظ سلام روسية إلى داخل الدولتين الحديثتين على النظام العالمي بموجب إتفاق بين قيادات الدولتين وروسيا. أما الجانب الأوكراني فقد أكد أنه لن يتخلى عن سيادة ووحدة أراضيه.
•لا يزال الطريق الدبلوماسي يتبقى فيه بعض الأمتار الأخيرة لإيجاد مخرج وحل للأزمة الراهنة تتمثل ببساطة شديدة في نوع من التراجع يقدمه الغرب، وهنا تحديداً أقصد الغرب الحقيقي (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة)، لأن باقي مكونات ما يدعى بالغرب فيمكن إعتبارها بمفاهيم الجغرافيا السياسية والاقتصادية {غرب أوسط} وهمًا بترتيب النفوذ السياسي (فرنسا – ألمانيا) وذلك بالطبع بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
• اذا أردنا أن نستشف المواقف الأخيرة، فإن موقف الولايات المتحدة الأمريكية ما دلالة رد الفعل؟
آخر ما قاله الرئيس الأمريكي من الحزب الديمقراطي جو بايدن أنه سوف يوجه عقوبات تجارية ومالية على لوهانسك ودونتسك، وأيضا على بعض الكيانات والأشخاص الروس .. ويعتبر هذا رد الفعل المباشر والأول..ولكن واقعياً لا قيمة له ولا يقترب من أقل توقعات الجانب الأوكراني الذى تخلى عن {إتفاقية منسك} التي تعد الأمل الأخير للحفاظ على الأراضي الأوكرانية الموحدة.
السؤال هنا.. هل ستتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عند هذا الحد .. بالتأكيد لا .. فأمريكا لا ترغب في إستنساخ تجربة خذلان جديدة لأحد حلفائها، حتى وإن كان الأمر لا يعنيها بشدة ولكن هيبة الولايات المتحدة في حال عدم إتخاذ رد فعل يناسب تصريحات قيادتها السياسية خلال الأسابيع الماضية بتوقيع أشد العقوبات على روسيا في حال غزو أوكرانيا. فإن هيبتها ستهتز بشدة، وليست تلك هى المعضلة، وإنما ستحدث تخلخلا إستراتيجيا عند قناعات حلفائها في قدرة أمريكا على مساندتهم بشكل مناسب لتحدياتهم..وما يزيد الأمر تعقيداً بسبب قرار بوتين الأخير .. أن الولايات المتحدة لا تجد حتى الآن المبرر الرئيسي لتنفيذ عقوبات قوية بغض النظر عن تأثير ذلك على حلفائها ..لأن دخول قوات روسية إلى جمهوريات أعلنت إستقلالها وترحب بها يختلف تماما عن الغزو المكتمل الأركان .. لذلك فإن الحل الوحيد لتنفيذ هذه العقوبات بشكلها الصارم هو عبور أي قوة عسكرية روسية خارج إطار حدود الجمهوريات الوليدة، ومن ثم إقتحام الأراضي الأوكرانية وهذا في الأغلب لن يتم.

• بالتالي، الحل الوحيد لقيام أمريكا بتوقيع العقوبات بشكلها الصارم هو إندلاع نزاع يضطر روسيا للعبور إلى الأراضي الأوكرانية خارج الجمهوريات الجديدة ..الحل هنا بعد التوقف الروسي هو التحرك الأوكراني لغزو الجمهوريات الوليدة، مما قد يؤدي الي توسيع رقعة الصراع، وسيكون المتسبب في هذا التصعيد المزعوم هو أوكرانيا نفسها!!
•بغض النظر عن قناعات المجتمع الدولي بإعتراف روسيا بلوهانسك ودونيتسك، فإن الولايات المتحدة مقتنعة أن روسيا ستقوم بغزو أوكرانيا، وتدفع بقوة نحو ذلك لاستهلاك روسيا وإضعاف إقتصادها... وتعتبر أن العاصمة الأوكرانية كييف سيتم إستهدافها، ولكن لا يزال هناك أمل في الدبلوماسية.. حيث إن مطالب روسيا التي تقدمت بها للولايات المتحدة وحلف الناتو كانت واضحة، وتتضمن {ضمان عدم إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وعدم زيادة قوة الحلف في شرق أوروبا، وأيضا الإلتزام بما أتفق عليه الطرفان في عدم إنضمام دول في شرق أوروبا للحلف في منتصف التسعينيات} . وإذا نظرنا لكيفية حل هذه المطالب من ناحية الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن كل التصريحات تضمنت التأكيد على سياسة الباب المفتوح لدى حلف الناتو وحق الدول في للإنضمام له.. بما يؤكد أن الجزء الخاص بحلف الناتو لن تتراجع فيه الولايات المتحدة.

•إذن، لا يبدو أن الإدارة السياسية الأمريكية تنوي الإتفاق السياسي أو الدبلوماسي وهذا يثير تساؤلات بخصوص النافذة الدبلوماسية التي يشير إليها جو بايدن، وهل تأتي من إدارة غربية أخرى؟
•منما لاشك فيه أن الموقف البريطاني حاد جداً تجاه هذه الأزمة، وعلى مستوى التصريحات والقرارات في بريطانيا، وبحسب تأكيدات رئيس حكومتها من حزب المحافظين بوريس جونسون أكد مراراً وتكراراً على دعم أوكرانيا، بل أكد على قرار بريطانيا بإرسال أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، مما يوحي بأن بوريس جونسون لديه صفر مشاكل سواء في تصعيد أوكراني أو روسي، ويوحي أيضا بتوجه بريطاني لدفع أوكرانيا إلى مستنقع أكبر.كما أن وحدة الصف الداخلي في بريطانيا التي تأتي عبر تصريحات حزب العمال بأنه يقف بجانب الحكومة البريطانية أمام روسيا تدل على أن بريطانيا لا يوجد عندها مشاكل كبيرة في توجيه العقوبات على روسيا ، لكن ينبغي ألا ننسى أن بريطانيا بعد البريكست تكون قد فصلت مصير العقوبات عن مصيرها شأنها شأن الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك، فإن دول الإتحاد الأوروبي هي فى واقع الأمر من تستحق وصف الغرب الأوسط .هم شركاء أمنيون عبر حلف الناتو ولكن ليسوا شركاء إقتصاديين.

•من أدق وأخطر المواقف حاليا هو الموقف الفرنسي، حيث إن فرنسا هي الشريك الثالث للغرب .. وتعتبر أول دول الغرب الأوسط، فهي شريك لأمريكا وبريطانيا في حلف الناتو (شراكة أمنية)، وأحد أكبر دول الإتحاد الأوروبي بعد ألمانيا .. ولكن القيادة السياسية في فرنسا بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون تحاول ملء فراغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وليس في هذا تقليل من شأن المستشار الجديد أولاف شولتز، ولكن فرصة ماكرون بحكم الظروف وضعته في هذا المأزق أو الفرصة.
•سوف نتابع ونرى ونأكد أن لها نتائج إقتصادية على العالم أجمع ومنها مصر .. نتائج إيجابية فى تعظيم دورها ونتائج إرتفاع أسعار النفط والغاز ونتائج سلبية بإعتبار مصر أكبر مستور قمح أوكرانى.

• ولكن أوكد أن الغرب لأن يتدخل بشكل عملى فى الحرب ولن يطلق رصاصة واحدة فى وجهه روسيا . وسوف تفرض روسيا إرادتها على الجميع إيذاناً بعودة العالم متعدد الأقطاب...
author-img

الادارة العامة

Commentaires
    Aucun commentaire

      NomE-mailMessage

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير