★اللواء. أ.ح.سامى محمد شلتوت.
• عقدت جلسة الجمعية العامة للتصويت على مشروع القرار بإدانة الغزو الروسى لأوكرانيا وافقت جميع الدول العربية عليه عدا سوريا بينما إمتنعت كل من العراق والجزائر والسودان عن التصويت .
أبدى البعض إندهاشه من موقف مصر بإعتبارها إنحياز للغرب ضد الجانب الروسى .
• لمن لايفهم اللعبه السياسية لابد أن يعلم الاتى:
٭ أى قرار خارج مجلس الأمن و خاصة أنه ليس تحت البند السابع فى واقع الأمر هو مجرد ورقة لاتقدم ولاتؤخر فى موازين العالم ولا قيمة لها وأنها معنويه فقط .
٭ من الطبيعى أن تدين غزو دولة لأخرى والا ستوافق على غزو بلدك لأى سبب.
٭ الروس هم أول من يعرف ذلك لذلك أعلنوا تفهمهم للأسباب التى دعت الدول للتصويت ضدها وخاصة بسبب الضغوط الغربية.
٭ لذلك نجد الإمارات العربية فى مجلس الأمن إمتنعت عن التصويت على قرار الإدانة بينما وافقت على القرار فى الجمعيه العامة .
٭ من الواضح أن برغم الصوت العالى للغرب ضد روسيا فإنها لم تجرؤ ولم تستطع تكوين موقف دولى موحد لفرض عقوبات على روسيا وإكتفت بمجرد قرار الإدانة وتركها العالم لتواجه روسيا بعقوباتها وحدها وهذه هزيمة قاسيه للسياسات الغربية.
٭ لماذا لم يتعاطف العالم معهم برغم تصويته ضد الغزو الروسى ؟
لأن العالم عانى سابقا من ويلات الغرب بعد إنفراده بالعالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتى السابق ولأنه على قناعة أن الثورة الغربية هى لمصالحها فقط دون أى إعتبار لمصالح العالم .
٭ مندوب مصر واجه الغرب علنا بهذا الكلام فى ذات الجلسة بعد التصويت ولعله كان يتكلم بلسان الجميع وليس مصر فقط.
٭ من هنا نجد حرص مصر الواضح على إبداء رأيها فى ذات الجلسة فى سابقة لم تحدث كثيراً وفى ذات اليوم حرص الحكومة المصرية على إعادة التأكيد على هذا فى بيان رسمى بعد الجلسة بدقائق .
٭ لذلك أيضا وجدنا هذا الإتصال من الرئيس الروسى لولى العهد السعودى بعد ساعات من تأييد السعودية للقرار وكأن شيئا لم يكن والإصرار السعودى على إبراز هذا الإتصال وعلى إبراز أنهم تحدثوا عن العلاقات الثنائية وتطويرها .
• ولعل هذا الإتصال وماسبقه من رفض إماراتى كممثلة للدول العربية فى مجلس الأمن لتأييد قرار يدين روسيا . بالإضافة لموقف دوله مثل العراق التى عانت ومازالت تعانى من أثار الأحتلال الأمريكى والموقف السودانى الذى من المفترض أنه يخرج من سنوات المقاطعة الأمريكية ونضيف اليهم موقف معلن بوضوح من مصر فى الجلسة هو هزيمة سياسية مروعة ورساله لأمريكا . الحليف التاريخى لسعودية والإمارات والصديق القديم لمصر أنه حان الوقت لتراجعوا سياستكم القائمة على المنفعة من طرف واحد فقط .
• لو أضفنا كل ذلك إلى التخبط الغربى الواضح فى عجزه عن حماية قيم الحرية و الديمقراطية المزعومة فى أوكرانيا وقت الحاجة ورفضه التام للدخول فى أى مواجهة على الأرض إكتفاءا بالتضحية بالجيش الأوكرانى مع إمداده بتسليح لا يغير موازين القوى فى معركة الجميع يعلم أن روسيا لا تملك رفاهية أن تسمح أبدأ ومن ورائها دول كثيرة بالهزيمه فيها .
• العالم يتغير و نعتبر جلسة الجمعية العامة هى خلاصة رأى العالم . نعم سندين الغزو ولكن بلا أى عقوبات على روسيا وسنمضى فى طريقنا . سندع أوكرانيا لمصيرها ونكمل حياتنا وسنتعامل عادى مع الروس والغرب وهم من يجد الحلول لمشاكلهم سويا .
• الغرب لم يعد هو القيم على العالم بل عليه أن يقتنع أنه جزء وليس كل العالم ولم يعد مقبولاً فرض مصالحه على الدول الأخرى فكفى ماعانينا منه جميعا .
اذا أراد الغرب أن يخوض معركة فليخوضها وحده فلن نمنحه شرعيه تضرنا بعد الآن .
ولعلنا فى هذا السياق نختم بموقف مخزى لقيم الدفاع عن الحرية والديمقراطية وخلافه لرئيس وزراء إنجلترا فى زيارته لبولندا وبعد أن إنفعلت عليه إحدى الناشطات فى مؤتمر صحفى لحثه على التدخل فأجاب بكلمة تلخص العالم الآن {نحن لا نستطيع فعل ماتريدون منا فعله !!!}.