• الدقة المطلقة في التسمية.. فالإسراء هو السفر بالليل، والمعراج هو الصعود في السماء في خطوط متعرجة، وذلك لأن جميع صور المادة والطاقة لا يمكنها الصعود في السماء في خطوط مستقيمة لتباين جذب الأجرام السماوية المختلفة لها.
• إختيار الأماكن بدقة بالغة بين مكة المكرمة، ويثرب، وبيت المقدس والربط بين قدسيتها، وهو ربط يؤكد وحدة رسالة السماء، والأخوة بين الأنبياء، مما يفرض على جميع المسلمين حماية هذه المقدسات من مطامع الطامعين، وهمجية ووحشية أعداء الدين.
• تعاظم المسافات التي قطعها المصطفى ﷺ في رحلة الإسراء والمعراج، مما يؤكد على طي المكان وإيقاف الزمان له، والله تعالى على كل شئ قدير.
• تعاظم القوة اللازمة للإفلات من جاذبية الأرض، وعدم توافرالوسائل المعينة على ذلك في زمن يتقادم بأكثر من ألف وأربعمائة سنة عن زماننا الراهن، مما يؤكد على ضخامة المعجزة.
• حماية رسول اللهﷺ من المخاطر التي تواجه الفرد العادي عند ريادة الفضاء من التباين الهائل في درجات كل من الحرارة، والضغط، وتناقص نسبة الأكسجين، وتزايد نسب الغازات السامة، ومخاطر كل من الإشعاعات الكونية، والشهب، والنيازك، وظلمة الكون، وما لانعرفه غير ذلك من المخاطر ، ووقوع الإسراء والمعراج بالجسد والروح، وفي حالة من اليقظة الكاملة وسط كل هذه المخاطر يمثل أعظم المعجزات التي مرت في تاريخ البشرية على الإطلاق.
• بعث جميع الأنبياء السابقين وأصحاب المرائي التي رآها رسول الله ﷺ قبل القيامة الكبرى والحساب والجزاء، يثبت أن الله تعالى على كل شيء قدير.
• التأكيد على وحدة رسالة السماء، وعلى الأخوة بين الأنبياء، وذلك بائتمامهم برسول الله ﷺ في الصلاة ببيت المقدس مما يثبت إكتمال الدين، وإتمام النعمة ببعثته الشريفة، ويؤكد مقامه عند رب العالمين.
هذه بعض الملامح عن معجزة الإسراء والمعراج. والتي يجب معاودة إستذكارها في هذه المناسبة الكريمة ليعرف المسلمون شيئا عن طلاقة القدرة الإلهية التي لا تحدها حدود، كما يعلمون شيئاً عن مقام رسول الله ﷺ الذي ختم الله تعالى ببعثته الشريفة سلسلة النبوات، كما ختم برسالته كل رسالات السماء، ولذلك تعهد بحفظها فحفظت على مدى أربعة عشر قرنا أو يزيد.
فصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.