مدير قسم الحوادث اعلام الدفاع الوطني
أصبحت ظاهرة تعاطي المخدرات مشكلة عالمية بالغة الخطورة وذات تهديد حقيقي للمجتمعات التي ابتليت بها، وذلك لتأثيرها الكبير على بنية المجتمعات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية،مما يؤدي إلى هدم صحة الفرد وذهاب عقله وفقدان وعيه ووظيفته وانحطاط كرامته وتفكك أسرته وتشرد أبنائه وإلى فقره وإفلاسه وهدر كرامته الاجتماعية، ومن ثم يصبح المدمن عالة على أسرته وعلى المجتمع بدلا من أن يكون قوة منتجة وفاعلة في خدمة مجتمعه وتقدمه. إن تعاطي المخدرات ظاهرة مرضية تعاني منها مجتمعات دول العالم المتقدمة والنامية قديما وحديثا إلا أن درجة تأثير خطورتها تختلف من مجتمع إلى آخر تبعا لانتشارها كما أنها تؤثر سلبا على متطلبات التنمية، وعلى أمان المجتمع وخاصة الشباب. وقد أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم العنف في المجتمع، كما أن تعاطي المخدرات تدفع متعاطيها إلى ارتكاب شتى الجرائم عن قصد منه وعن غير قصد، وأمتنا العربية تتعرض لحروب علنية وخفية تستهدف النيل من كيانها من خلال تصدير كميات هائلة من المخدر إليها ، ناهيك عن تكاليف الإجراءات الامنية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين ، ما يكلف الدولة ميزانية عالية ترهق حالة الاقتصاد وتؤثر بالسلب علي تقدمه ، إلا أن هذه الكارثة بدأت تتطور لتصبح تجارة عالمية غير مشروعة ترعاها عصابات منظمة هدفها تدمير طاقات وقدرات وقيم الشباب آمال هذه الأمة. وقد استطاعت المخدرات أن تنشب مخالب الموت في عنق المجتمع إلى أعماق دامية، فأصبح يهدده أخطر تهديد، بحرمانه من أعز ما يملك، ألا وهو شبابه، رصيده في بناء الحاضر والمستقبل، كما أن ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانها ـ خاصة بين الشباب ـ أصبحت العقبة الكبرى أمام جهود التنمية، بسبب ما يفرزه الإدمان من أمراض اجتماعية وانحرافات، وكذلك ما يحدثه من آثار اقتصادية وصحية وسياسية سيئة، تعتبر معوقات لعملية التنمية، أن تعاطي المخدرات أصبح خطرا يحتاج إلى تضافر الجهود في مواجهته للحرب على المخدرات والحد منها . وتعنى الحرب على المخدرات الوقوف أمام عدو غادر ومتخفي، عدواً لا يكل ولا يمل من ابتكار طرق شيطانية لاختراق الأسوار وتعكير صفو المجتمع والدولة ، لذا يجب أن يقف جميع أفراد المجتمع صفاً في مكافحة أزمة المخدرات الخطرة، وما تحمله من آثار مدمرة لا للمتعاطي فحسب بل على الأسرة والمجتمع والدولة، وخير سلاح لمواجهة ظاهرة المخدرات هو التنشئة
الاجتماعية السليمة لأفراد المجتمع ، وتعد الأسرة أهم وسيط من وسائط التنشئة الاجتماعية المختلفة إذ يمكنها أن تسهم فى تشكيل سلوك الأبناء من خلال دورها فى توجيهم وإرشادهم ، إلا انه على الرغم من ذلك لا يمكن إنكار أهمية دور باقي وسائط التنشئة الاجتماعية الأخرى التي تعيش فى محيطها الأسرة سواء كانت مدرسة أو مسجد أو وسائل الإعلام ، وما تتسم بها من بعض الصفات والخصائص التي تميزها ، والتي يكون لها تأثير لا يقل أهمية عن دور الأسرة على أفرادها