بقلم - *هناء سالمان *
إعلام الدفاع الوطني
شئون المراة - النمسا 🇦🇹 ڤيينا
فاطمة محمد نوح ، من قرية شباس التابعة لمحافظة كفر الشيخ .
تزوجت من إبن خالها محمود علي عكاشه ، أنجبت سبعة أولاد وبنتان ،
الأولاد هم ( درويش ، وعبد العزيز ، صادق ، طلبه ، طاهر ، عيسى ، عبد الباقي ، بهيه ، بسيمة ) . كانت تقيم في
بيت كبير مساحته كان عبارة عن قيراط ونصف وكان مبني من الطوب الكيفري والمونة الخضراء "الطين"، ومسقف بخشب كتل وألواح ويحتوي على خمسة غرف ومناخ للجمل الخاص بعيسى، وغرفة للفرن ومكان آخر للمواشي ، زريبة .
توفي زوجها ، تاركًا لها مسئولية كبيرة علي عاتقها ، قامت بتربيتهم جميعًا وقفت أمام الصعاب بشجاعة المراة الريفية .
واجهت كثير من المشاكل وكانت تقوم بحلها بالعقل والحيلة والحكمة .
وقفت كالوتد لحماية اولادها بمفردها وكانت لهم ألام والأب ، كانت تستيقظ من نومها عندما يرفع أذان الفجر، وتوقظ كل سيدات المنزل فكانت تتوجه "مريم" لحلب المواشي، و بهية لإطعام الطيور المنزلية، وأخريات تجهزن الفطور، وغيرها من أعمال منزلية كانت توزعها عليهن بالدور .
*سرعة بديهه*
كانت شخصية قوية وعندها سرعة بديهه وحدث موقفًا ، كانت العرسة أخذت فرخه من الطيور 🦅 من فوق سطح البيت ، فرأتها وبسرعة حملت بندقية زوجها محمود وأطلقت صوبها عيارًا ناريًا من البندقية فقتلتها ، والفرخه لم يصيبها شيء، وقالت بثقة تبقى علامة من علامات الساعة لما يتاخد فرخه من فراخ 🐓 فاطمة تعلبة ، وقررت حرمان أفراد الأسرة كلهم من تناول وجبة العشاء. لعدم قدرتهم على حماية طيورهم 🦅 .
كانت تمتاز بشيئين إثنين ، كانت مصممه عليهم وتوارثها جميع أبنائها وهما ،
*الحق والأرض *.
وكانت تكره الفتنة والتفرقة بين الناس ، وعندما يخالف أي من أبنائها وزوجاتهم الحق فلابد من العقاب.
وكانت حريصة على الأرض ودائمًا توجه أولادها للحفاظ عليها وإذا علمت إن هناك جارًا له أرض مجاورة لأرضهم وأخذ ، حفنه من التراب المبلل لردم جزء ولو بسيط في أرضه ، كانت تعاقب أولادها وجميع أفراد الاسرة من تناول وجبة العشاء وتأمرهم بالنوم .
تاثر بها شباب القرية ( شباس عمير ) التابعة لمحافظة كفر الشيخ ، وكان من ضمن هؤلاء الشباب ، الكاتب الكبير خيري شلبي ، حيث كانت فاطمة تعلبه زوجة عمه محمود ، واراد ان يروي قصة حياة فاطمة تعلبه والف كتاب 📖 ، سطر فيه قصة حياة فاطمة التي استوحي منها قصة الوتد .
*موسوعة في علم العطارة *
وصفها الكاتب بأنها كانت موسوعة في علم العطارة وكانت تعالج المرضى بوصفات العطارة ، وكان يوجد في دولابها القديم زجاجات كثيرة بها علاج لجميع الأمراض ، ولم تكن تتقاضى أجرًا عن خدمتها الطبية لأهل القرية ،
لأنها كانت مسيورة الحال ، وليست في حاجة الى الأموال لأنهم من أصحاب الأراضي ويملكون ١٠ أفدنه .
كما اشتهرت بأنها الوحيدة في القرية التي تملك طاسة الخضه.
*ولماذا أطلق عليها لقب "فاطمة تعلبة"؟*
أطلق عليها هذا الاسم لنجاحها في حل مشاكل كثير بين الناس بعقلانية شديدة وكان كثير من الرجال يعجزون عن حل مشاكل للناس، ومن هنا أطلق عليها كثيرون من أهل القرية وشخصياتها ورموزها الكبار اسم. فاطمة تعلبة ، وكان هناك تاجر كبير من دسوق يدعى محمد القفاص. يعتبرها مثل المستشارة الخاصة به.
*وصيه فاطمه تعلبه *
فقد أوصت وهي على فراش الموت بالترابط أبناء عكاشة وطلبت حزمة من الحطب فأحضرها أحد أولادها وطلبت منه يكسرها وعندما فشل قالت لهم جميعًا: "طول ما انتوا مع بعض وإيد واحدة هتبقوا عاملين زي الحطب الناشف ماحدش يعرف يكسركم".
قديمًا قالوا إن الدراما تعكس واقع المجتمع وتنتقي أمثلة منها صنعت علامات في محيطها، ومثلت نقطًا محورية تضيء الطريق لمن يتخذ منها مثلا وعبرة، كما حدث في مسلسل "الوتد" من خلال شخصية سيدة مصرية فريدة من عامة الناس، جسدتها ببراعة القديرة هدى سلطان لتخرج للناس ما لا يعرفونه عن "فاطمة تعلبه .
