أعلنت "وزارة الصحة ووقاية المجتمع" الإماراتية عن رصد أول حالة لجدري القردة في الدولة وفق السياسة المتبعة لدى الجهات الصحية للرصد والتقصي المبكر لجدري القردة.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن الحالة تعود إلى سيدة تبلغ من العمر 29 سنة زائرة للدولة من غرب أفريقيا وتتلقى العناية الطبية اللازمة في الدولة.
وطمأنت الوزارة أفراد المجتمع بأن الجهات الصحية بالدولة تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة بما فيها التقصي وفحص المخالطين ومتابعتهم.
وأكدت الوزارة أنها وبالتعاون مع الجهات الصحية تتبع آلية ترصد وبائي وفق أعلى الممارسات العالمية لضمان الكفاءة المستدامة ووقاية المجتمع من الأمراض السارية وسرعة اكتشاف الحالات والعمل على الحد من الانتشار المحلي للأمراض والفيروسات كافة بما فيها جدري القردة.
وأهابت الوزارة بالجمهور الكريم أخذ المعلومات من المصادر الرسمية في الدولة وعدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة إضافة إلى أهمية متابعة المستجدات والإرشادات التي تصدر من الجهات الصحية.
إجراءات وزارة الصحة السعودية للتصدي لـ"جدري القردة"
وفي سياق متصل، أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الصحة العامة السعودية "وقاية"، عبدالله بن رشود القويزاني، في وقت سابق، أن التشافي من مرض جدري القردة يتم بشكل طبيعي، ودون تدخل علاجي في أغلب الحالات.
وقال "القويزاني" خلال مداخلة هاتفية مع قناة "الإخبارية"، إن جدري القردة لا ينتقل بين الناس بشكل سريع، وينتقل عن طريق التعامل أو الاحتكاك مع الحيوانات.
وشدد "القويزاني" على أهمية التزام المسافرين بارتداء الكمامة والابتعاد عن الازدحام، وعدم ملامسة الحيوانات خلال رحلاتهم في الخارج.
ونوه على ضرورة العزل الشخصي للأفراد الذين تظهر عليهم الأعراض أو في حال الاحتكاك بشخص مصاب، وإبلاغ الجهات الصحية فوراً.
وأتم الرئيس التنفيذي لـ"وقاية" حديثه، بالتأكيد على توقيع الفرق المختصة بكافة مطارات المملكة للكشف على جميع القادمين من الدول التي يستوطن بها جدري القردة وإجراءات التقييم مستمرة للفيروس.
"موديرنا" تسابق الزمن لإنتاج لقاح "جدري القرود" قبل خروج الوضع عن السيطرة
تجري شركة موديرنا اختباراً للقاح محتمل للوقاية من جدري القرود في مرحلة الاختبارات قبل السريرية مع انتشار المرض في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن عدد حالات الإصابة بجدري القرود المؤكدة بلغت 131 حالة، وهناك 106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن أول إصابة بالمرض في السابع من مايو الجاري خارج نطاق الدول الذي عادة ما ينتشر فيها المرض.
وأكدت أن الإصابات المؤكدة والحالات المشتبه فيها، تم رصدها في 12 دولة غير متوطنة للفيروس من بينها 9 دول أوربية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مشيرة إلى أن المرض في طور الانتشار.
يشار إلى أن "موديرنا" لم تستجب بعد لطلب الإفصاح عن المزيد من التفاصيل بشأن اللقاح المحتمل.
توقعات مقلقة من "الصحة العالمية" حول جدري القرود
وفي نفس السياق، قالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إنها تتوقع رصد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود في الوقت الذي توسع فيه نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.
وأضافت "الصحة العالمية" أنها ستقدم مزيداً من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول حول كيفية الحد من انتشار جدري القرود.
من جانبه، قال ديفيد هيمان، المسؤول بمنظمة الصحة العالمية لوكالة "رويترز" للأنباء، إن لجنة دولية من الخبراء اجتمعت عبر مؤتمر مرئي للنظر في ما يلزم دراسته حول تفشي المرض وإبلاغه للجمهور، بما في ذلك ما إذا كان هناك أي انتشار دون أعراض، ومن هم الأكثر عرضة للخطر، والطرق المختلفة للانتقال.
وأضاف، إن الاتصال الوثيق هو الطريق الرئيس لانتقال المرض، لأن الآفات النمطية للمرض معدية للغاية. على سبيل المثال، الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضين للخطر، وكذلك العاملون في مجال الصحة، ولهذا السبب بدأت بعض البلدان في تطعيم فرق علاج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري، وهو فيروس مرتبط به.
أطباء يفجرون مفاجأة بشأن "جدري القردة": معظم المصابين رجال مثليين
وأوضح عدداً من أطباء المتخصصين في علوم الفيروسات والأوبئة، أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن، بفيروس "جدري القردة" كانت من الذكور.
وأفاد موقع "دويتشه فيله" نقلاً عن أطباء متخصصين في علوم الفيروسات والأوبئة، أن معظم حالات الإصابة بـ"جدري القردة" كانت لرجال مثليين، مارسوا علاقات جنسية كاملة مع أصدقائهم مرة على الأقل قبل أيام من إصابتهم بالمرض.
ومع ذلك، يقول معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، إن الذكر والأنثى معرضين للإصابة بمرض "جدري القرود" بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في أفريقيا بسبب جدري القرود تتم في صفوف الأطفال.
وبحسب معهد "روبرت كوخ"، فإن العدوى تتنقل عادة عن طريق الاحتكاك مع الحيوانات المصابة أو عن طريق دم الحيوانات وإفرازاتها كما قد تحصل العدوى أيضا من خلال تناول لحكم القردة والتعرض لرذاذات الحيوانات.
وفي نفس السياق، أوضح مكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية، أن جدري القرود عادة تكون أعراضه خفيفة، لكن أيضاً قد تكون له مضاعفات خطيرة.
وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة ضد جدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
يذكر أنه تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.
ما هو فيروس جدري القرود؟
جدري القرود هو عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في المرضى المصابين بالجدري، ولكنه أقل شدة.
وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، لكن قد تتسبب أحياناً في مرض شديد لدى بعض المصابين.
وتُعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنه مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.
ويُنقل فيروس جدري القرود إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود، من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.
ويتراوح معدل حالات الوفاة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10 بالمئة، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سناً.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، رغم أن التطعيم ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضا من جدري القردة.
تاريخ اكتشاف مرض فيروس جدري القرود؟
كُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.
وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.
وسجلت أولى الحالات للمرض خارج إفريقيا عام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة.