google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 *السيدة هاجر المصرية*
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

*السيدة هاجر المصرية*

                        أم العرب  
 بقلم  - هناء سالمان 
إعلام الدفاع الوطني 
شئون المراة - النمسا 🇦🇹 ڤيينا 
أم سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام أكبر أولاد سيدنا ابراهيم ،  خليل الله ، من نسله  سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .
كانت هاجر إحدى الأميرات المِصرية. 
شقيقة الملك المصري سنوسرت وعندما أتى الهكسوس ليحتلوا مصر استحوذوا على القصور ، قتلو الرجال وأسروا النساء. 
وجيء بالسيدة هاجر  كجارية إلى  قصر  الملك ولكنها كانت مستعصمة ذات شرف ومكانة حماها الله من صغرها ، وكانت تُعرف بجمالها وحُسنها الشديدين . 
 وحاول  الملك النيل منها  ولكن  حدثت له  رجفة فابتعد عنها وعلم أن هناك قوة ما تحميها.
وكان الملك  معروف ، بولعه الشديد بالنساء .  وكان ذلك وقت  خروج سارة مع إبراهيم -عليه الصلاة والسلام. من بلادهم ، مر بارض مصر ، وكانت السيدة سارة شديدة الجمال ،  وعندما كان موجودين ، بمصر ، سمع الملك ان يوجد امراة جميلة  بأرض مصر ،  فأمرا. الملك آن يأتوا بها اليه ، فخاف عليها سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، وقال لها لو سألك قولي إنك أختي. . 
و عندما حاول أن ينال من السيدة سارة زوج سيدنا إبراهيم شلت يده 3 مرات وكأن نفسه أدركت أن هناك صلة ما تربط بين السيدة التي أمامه و السيدة هاجر.فقر إطلاق سراح السيدة سارة و أرسل معها هاجر  كهدية.
وكانت السيدة سارة زوجة إبراهيم عاقرا لا تنجب وقد  صارا سيدنا إبراهيم عليه السلام شيخا كبيرًا وابيض شعره . 
فكرت سارة أنها وإبراهيم وحيدان وهي لا تنجب فماذا لو قدمت إليه هاجر  لكي يتزوجها ويأتي منها بولد. 
وكان عمر السيدة سارة ، سبع وسبعين عاما و كان عمر سيدنا إبراهيم  سبع وثمانين عاما. وتزوج من السيدة هاجر وحملت منه . 
 عندما ولدت هاجر إسماعيل -عليه السلام 
اشتدت غيرة السيدة سارة من هاجر أم إسماعيل بشكل كبير  ولم تعد تحتمل رؤيتها ، حتى يقال إن السيدة سارة أقسمت أن تقطع أحد أعضاء السيدة هاجر ولما هدأت نفسها قالت لسيدنا إبراهيم ماذا أفعل في قسمي هذا فقال لها اثقبي لها أذنيها تكوني قد أبررتي بقسمك فثقبت أذنيها وألبستها حلقاً فصارت أكثر جمالا فاشتدت  نار الغيرة  منها أكثر  ، و  هي أول من ثقبت أذنيها  ، من بنات حواء هي السيدة هاجر رضي الله عنها وأرضاها وتمر الأيام وتشتد الغيرة وتأتي اللحظة الفاصلة في حياة أم العرب ويخبرها زوجها إبراهيم أن أمامهم رحلة طويلة إلى بلاد بعيدة فتحضر زادا وزوادا وكان عبارة عن تمر وماء وتستعد لتلك الرحلة التي يمتحن فيها الله سبحانه وتعالى تلك الأم الحنون.
وجاء وقت الرحلة وبداء سيدنا إبراهيم  بالسير وسط أرض مزروعة تأتي بعد صحراء وتأتي بعدها جبال حتى وصل إلى صحراء جرداء ، وهي الجزيرة العربية حيث لا زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا ماء ولا شراب وكان المكان يخلو تماما من الحياة، ونزل إبراهيم من فوق دابته وأنزل زوجته وولده وتركهما هناك مع جراب فيه بعض الطعام والماء ثم استدار تاركهم ولنا أن نتخيل الموقف العصيب الذي يواجه السيدة هاجر ووليدها وهي ترى أن استقر بها إلى هذا المكان فتذهب وتلحق بزوجها إبراهيم وتسأله: أين تتركنا وتذهب في هذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء . 

ظلت تقول له ذلك مرارا وسيدنا إبراهيم لا يرد عليها ، ليس استكبارا ولا قسوة ، إنما كان ذلك امتثالا لأمر ربه ولأنها كانت لحظة قاسية على نفسه هو أيضا فهذا هو الطفل الذي تمناه من الله أتى إليه على كبر وهذه زوجته التي أنجبه منها ولده . 
ويذهب سيدنا إبراهيم بعيدا  ، فتسأله السيدة هاجر 

آ الله أمرك بهذا؟ 

قال نعم 

قالت إذن لا يضيعنا 

ثم رجعت . 
إنها الزوجة المؤمنة العظيمة التي تملأ قلبها الثقة بالله عز وجل ويملأ نفسها الطاهرة الإيمان به وبأنه سبحانه وتعالى لن يضيعها أبدا.
وما أحسن ظنها بربها وما أعظم صبرها . 
ظلت هاجر ترضع ولدها وتشرب من الماء حتى نفذ فعطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه وهو يتلوى من شدة العطش فابتعدت عنه وظنت أنه ميت فكرهت أن تراه وهو يموت وظلت تهرول نحو الصفا أقرب جبل إليها فارتفعت عليه ثم جرت نحو الوادي تنظر هل ترى أحدا فلا تجد فتهبط من جبل الصفا وتهرول مرة أخرى وتصل إلى الطرف الآخر عند جبل المروة وتوصل الي قمته وتنظر هل من أحد هل من معين فلا تجد أحدا وتفعل ذلك مرة تلو الأخرى حتى بلغت سبعا مرات ، و ذهب جهدها فسمعت صوتا حسبته  سراب فإذا هو صوت الفرج ومعجزة الله . 

فقد بعث الله جبريل عليه السلام فضرب الأرض بجناحه لتخرج عين الماء نحوها فجعلت هاجر تغرف من الماء وتشرب وتسقي رضيعها تحاول جاهدة أن تنقذه. وقلبها ينطق بحمد الله على نعمته لها فشربت السيدة العظيمة صاحبة المعجزة حتي إرتوت وأرضعت وليدها حتى شبع . 
في ذاك الوقت كان سيدنا إبراهيم يسير في الطريق عائدا حتى إذا أختفى عن  البصر وعن زوجته وولده وقف ورفع يده الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله كما جاء في القرآن الكريم  ، ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي ذرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ، وما هي إلا أيام قلائل حتى هلت بعض القوافل بالقرب من الماء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على الماء وما كان يوجد في هذا المكان ماء من قبل . فذهبوا ووجدوا أم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ 
فقالت نعم.

فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم وكان للسيدة هاجر بينهم مكانتها الكبيرة ومقامها الرفيع وكلما زاد العمار  على المكان سعدت السيدة هاجر بذلك وشب إسماعيل وتعلم اللغة العربية من قبائل جرهم التي جاءت إلى المكان لتسكن وتستقر.

السيدة الصابرة كانت كلما دخلت امتحانا نجحت فيه فيكافئها المولى عز وجل أليس هو القائل إن الله مع الصابرين.

فكلنا يعرف قصة افتداء ولدها إسماعيل من الذبح بكبش عظيم نزل من السماء خصيصا ليفدي أبو العرب إسماعيل.  وكانت الزوجة والام العظيمة التي ترضخ لأوامر الله عزوجل ، كانت صابرة ومؤمنة،  وعندما  كان يوسوس لها الشيطان كانت ترميه بالحصوات  .
وأصبحت  من مناسك الحج، 
الصفا والمروة ورمي الجمرات كناية عن الامتحان العظيم.

كبر سيدنا إسماعيل وتزوج وكان بارا بأمه مطيعا لها حليما  ، وهي رضي الله عنها قد وفت رسالتها له ومنحته حياتها بأكملها فاستحقت بره ومحبته وطاعته.
ماتت السيدة هاجر عن تسعين عاما ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام ماتت بعد أن تركت لنا مثالا رائعا للمراة المؤمنة والزوجة المطيعة والأم الحانية والمؤمنة وقد وفاها الله وأنزل فضله عليها فعطر ذكرها وأعظم ذكراها ودفنها بجوار بيته وآنسها في وحشتها وآمنها في غياب زوجها ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب وجعل من ذريتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضل خلق الله إلى يوم الدين. فرضي الله عنها وأرضاها وجعل لنا في سيرتها القدوة الحسنة.
author-img

الادارة العامة

تعليقات
    ليست هناك تعليقات

      الاسمبريد إلكترونيرسالة

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير