نائب مدير الإدارة العامة
ورئيس جريدة القاهرة الهيئة الوطنية للتوعية الفكرية اعلام الدفاع الوطني.
الوطنية نيوز مركزاعلام القاهرة
وماهي أسباب الحاله المزاجيةالمرحةوالمبهجةللرئيس ك بوتين بل الأكثر سعادةً بسُقوط بوريس جونسون “الدّيمقراطي” المُهين؟ ... وكيف كانت لعنة أوكرانيا من أبرز أسباب هذا السّقوط؟ ... ومن سيكون الضحيّة التالية؟... وهل البديل القادم أفضل حَظًّا*/لماذا-كان-بوتين-الأكثر-سعادةً-بسُقوط-ب/
▪️✨. السقوط المهين لبوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني سيهبط بردا وسلاما على قلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفائه في الصين والهند وايران، لان هذا الرجل كان رجل أمريكا، والحليف الأكبر لها، واكثر الزعماء الأوروبيين حماسا للحرب في أوكرانيا، ودعما لرئيسها فولوديمير زيلينسكي، لدرجة ان القيادة العسكرية الروسية هددت بأن لندن ستكون العاصمة الأولى التي قد تتعرض لقصف بالصواريخ الروسية “كينجال” الأسرع من الصوت، والمحملة برؤوس نووية بوزن 10 أطنان، في حال اتساع دائرة الحرب، ولهذا لم تفاجئنا تغريدة ديميتري ميديفيدف الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي، التي قال فيها “ان أفضل أصدقاء اوكرانيا يغادرون، ونحن في انتظار أنباء مماثلة من المانيا وبولندا ودول البلطيق”.
▪️دولة الاحتلال الاسرائيلي ستكون في حالة حداد أيضا لخروج “صديقها” الأبرز من السلطة البريطانية وبهذا الشكل المهين، فقد ايد جميع حروبها في قطاع غزة، وكان من أشد الزعماء الأوروبيين دعما لصفقة القرن واتفاقات “سلام ابراهام” ولا ننسى زيارته لكل من السعودية والامارات مبعوثا من بايدن لإقناع قيادتيهما بالتجاوب سريعا مع طلبات الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتخليل عن اتفاق “أوبك بلس” مع روسيا وزيادة الإنتاج النفطي لتخفيض الأسعار، ولإنقاذ الاقتصاد الغربي، واضعاف الاقتصاد الروسي في المقابل، والانضمام الى سلاح المقاطعة ضد موسكو، وكان لافتا ان جهوده هذه باءت بالفشل، وعاد الى لندن مطأطئ رأسه وخالي الوفاض.
🔸اعترف انني لم اطق هذا الرجل منذ اليوم الاول لصعوده السريع الى مقعد القيادة، ليس لأنه هزم الصديق كين ليفنغستون عمدة لندن اليساري الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والمعارض الشرس للغزو الأمريكي للعراق وأخذ مكانه، وانما أيضا لأنه قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) متّبعا كل أساليب الكذب والدجل تنفيذا لمخطط اليمين العنصري الأمريكي بزعامة دونالد ترامب وأمثاله، لإضعاف أوروبا وتفتيتها.
▪️وزير خارجية عربي التقى جونسون أكثر من مرة اعرب عن استغرابه لوصوله لتولي حقيبة وزارة الخارجية ومن ثم رئاسة الحكومة، لمحدودية معرفته بالقضايا الدولية، وعندما طلب تفسيري أجبته “فتش عن اللوبي الأمريكي والإسرائيلي ودورهما القوي والخفي في السياسة البريطانية”.
🔸عهد جونسون كان مليئا بالإخفاقات والفضائح الجنسية، إخفاقات على الصعيد الاقتصادي حيث وصلت معدلات التضخم الى 10 بالمئة وهي أعلى نسبة منذ 40 عاما، وانخفاض قيمة الجنيه الإسترليني مقابل العملات الأوروبية الأخرى وحتى الروسية والصينية، وانهيار قطاع الخدمات العامة والصحية منها على وجه الخصوص، وارتفاع أسعار الوقود والغذاء، في بلد كانت تُعتبر مضرب المثل، ولهذا ليس غريبا ان ينقلب عليه معظم وزرائه وحلفائه في الحزب الحاكم وانعكس ذلك في استقالة أكثر من 52 وزيرا ومسؤولا كبيرا في حكومته في أقل من 24 ساعة، وهي ظاهرة غير مسبوقة في السياسة البريطانية.
✨. جونسون سيغادر منصبه في الخريق المقبل ريثما يتم انتخاب بديله تاركا بلاده تواجه مسلسلا من الانتكاسات والاخفاقات المحلية والدولية والسبب في ذلك سياساته قصيرة النظر، والتبعية العمياء للولايات المتحدة الامريكية، والعداء للقارة الأوروبية، علاوة على توريطها، أي بريطانيا، في حرب خاسرة (حتى الآن) ضد روسيا، بما أدى الى استنزاف الخزينة البريطانية المنهكة من خلال ضخ مليار دولار دفعة واحدة في الحرب الأوكرانية، غير صفقات الأسلحة الأخرى، في وقت يلغي فيه البوليس البريطاني “حد الحرابة”، أي معاقبة اللصوص الذين يسرقون الطعام من الأسواق و”السوبرماركيت”، بسبب ارتفاع معدلات الفقر والجوع في البلاد.
▪️إقالة جونسون من رئاسة الوزراء ولا نقول استقالة، كانت من الأخبار المفرحة للغالبية الساحقة من البريطانيين، وربما للأوروبيين أيضا، فقد كشفت إستطلاعات الرأي ان 72 بالمئة من البريطانيين يريدون رحيله، وهذا لا يعني وجود أي ضمانات بأن خصمه يمكن ان يكون أفضل، ولكنه لن يكون أكثر سوءا قطعا.
🔸الحرب الأوكرانية التي فرضها الرئيس بايدن على أوروبا ستغير العالم بأسره، وقد تكون بداية النهاية للهيمنة الغربية على العالم التي استمرت لما يقرب القرن، وما بعد هذه الحرب لن يكون مثل ما قبلها، خاصة بالنسبة الى دول الاستعمار القديم، الذي بدأت عملاته في التراجع (اليورو والاسترليني في أسوأ حالاتهما حاليا وسيلحقهما الدولار حتما)، بينما يستعد العالم لاستقبال نظام مالي جديد هو حصيلة سلة عملات لدول “البريكس” (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا).
🔸✨. جونسون هو الحجر الأول في بداية سقوط منظومة احجار الدومينو الغربية، والاشهر والسنوات المقبلة قد تكون حافلة بالمفاجآت.. والأيام بيننا.