بقلم د/ شريهان حسن
دكتوراه بالقانون الدولى العام
الهيئه الوطنيه للتوعيه الفكريه
إعلام الدفاع الوطنى
الشئون القانونيه النمسا-فيينا
الوطنيه نيوز أوروبا
الأسرة في الإسلام : كانت الأسرة قبل قدوم الإسلام قائمةً على الظلم والتعسّف، وكان الأمر كلّه للرجال فقط، أمّا النساء فلا حقّ لهنّ في شيءٍ، وأُسر الغرب كذلك اليوم محطمةٌ ومفككةٌ، فالأسرة عندهم متهالكةٌ ومهلهلةٌ، لا يستطيع الوالدان فيها أن يحكما على أولادهما، لا بالفكر، ولا بالخلق ولا في غيره، فإنّ الابن عند عند أسر الغرب يمكنه أن يفعل ما يشاء وكيف يشاء، والابنة لها أن تخرج مع أيّ شخصٍ أرادت، وأن تذهب إلى أيّ مكانٍ أحبت، وكلّ ذلك باسم الحرية والحقوق، فكانت النتيجة أنّ الأسر عن الغرب تعاني من تفككٍ كبيرٍ، والأطفال يولدون من غير زواجٍ، والآباء والأمهات لا يجدون من يرعاهم، أو يحسن إليهم، أمّا الإسلام فإنه ينظر للأسرة على أنّها اللبنة الأولى للمجتمع، فلا بدّ لها أن تكون صلبةً متماسكةً؛ حتى يكون المجتمع كلّه كذلك .
لذلك فقد شرع الإسلام في تقوية تلك اللبنة وتدعيمها، فجاء بالمبادئ والقوانين التي تحقق ذلك وتحافظ عليه، وأوجب الإسلام على المجتمع الالتزام بتلك القوانين.
اسباب القوامه :
١-امتلاك الرجل لمقوماتٍ جسديةٍ خَلقيةٍ، فالرجل كامل الخِلقة، معتدل العاطفة، سليم البنية، ولذلك هو مفضلٌ في القوة والعزم على المرأة، ولذلك كانت النبوّة، والرسالة، والإمامة الكبرى، والقضاء، كلّها خاصةٌ في الرجال دون النساء، وكذلك إقامة الشعائر؛ من أذانٍ، وإقامةٍ، وجهادٍ، وجُمعةٍ، ونحو ذلك، كما جُعل الطلاق في أيدي الرجال، وخُصّوا بالشهادة في الجنايات والحدود.
٢- وجوب الإنفاق على الرجل للزوجة، والقريبة، وكذلك إلزام الرجل بالمهر للزواج من المرأة؛ كرمزٍ لتكريمها.
ضوابط او شروط القوامه :
أداء الرجل لواجباته الزوجية، ومنها ما يأتي:
١- أداء المهر للزوجة :وهو المال الذي يجب للمرأة على الرجل عند النكاح، وقد نقل العلماء الإجماع على وجوب المهر، وفي المهر تأكيدٌ على شرف المرأة ومكانتها، وعلى رغبة الرجل بالارتباط بها.
٢- الإنفاق على الزوجة :وتلزم النفقة الرجل بمجرد عقد الزواج، وتمكّن الرجل من الاستمتاع بزوجته، فيكون الرجل ملزماً بالإنفاق عليها، وتوفير المسكن والملبس لها.
٣- معاشرة الزوجة بالمعروف والإحسان : والمعاشرة لفظٌ عامٌ يشمل نواحي الحياة جميعها، فالمطلوب من الزوج، أن يحسن الحديث مع زوجته، ويتأدب معها، ولا يحمّلها ما لا تطيق، وكذلك أن يتحمل ما قد يبدر من زوجته أحياناً، من تكدّرٍ ونحوه، وأن يتجمل لها، ويدخل السرور إلى قلبها، وما إلى ذلك من صور حسن المعاشرة.
٤- عدل الرجل وإنصافه في وظيفة القِوامة الملقاة على عاتقه، فبما أنّها وظيفةٌ شرعيةٌ جعلها الله -تعالى- للرجل، فوجب عليه مراعاة النصوص الشرعية في أدائها، فلا يظلم ولا يتجبر، بل يعدل .
وبعد ما سبق هل فهمنا لماذا قال سبحانه و -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
سبب نزول آية الرجال قوامون على النساء ذُكر في سبب :
١- نزول هذه الآية الكريمة أنَّ رجلًا لطمَ وجه زوجته، فشكت هذه الزوجةَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعاه النبيِّ ليقتصَّ منه، فنزلت هذه الآيةِ الكريمة .
٢- وقد رُوي سبب نزول هذه الآية عن الحسن البصري بإسنادٍ ضعيف، حيث قال: "أنَّ رجلًا لطم وجهَ امرأتِه فأتت النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فشكت إليهِ فقال : القصاصُ فنزلت الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ فتركَه"