★اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.
• قبل أيام حضرت مأتم لأحد أقاربنا . فرأيت بعضهم يضحك و الآخر يقهقه و بعضهم يتحدثون في أمور اللهو... ثم سمعت أحدهم يقول أين الطعام ؟ فيجيبه أخر بجواب ساخر فتعالت الضحكات و الأحاديث ... وكانهم لا يهتمون لأمر الميت .
رأيت صاحب المأتم جسدا بلا روح ..وهو مهموم وقد طلب منه أحد أقاربه.. أحضر لنا الماء رجاءًا ... وعندما أحضره نطق القريب بدون حياء أنه ليس ببارد !!! و هل نسيت كوب الماء ؟
• كان صاحب المأتم يدخل و يخرج في كل مرة ليحضر شيئاً ما و العرق يتصبب منه و التعب و الحزن يقتله و الناس في مجموعات يتبادلون أطراف لهو الحديث ...
• وضع الطعام و هم يأكلون و تتعالى أصواتهم كأنهم في سوق مع قهقهات وأحاديث تافهة بما فيهم بعض أصدقاء الفقيد ممن أعرفهم و بعض أفراد عائلته يتبارزون بالملاعق على الطعام وهي ترن في الصحون . فبعضهم يريد تغيير لون المشروبات من الحمراء إلى البرتقالى والبعض يريد المزيد من اللحم والبعض يريد المرق .وأخر لايحب الأرز بل المكرونة لآنه مضر بمعدته والآخر يريد أن يقفز من طاولة طعام إلى آخرى .
• والنادر من الأقرباء يتحدث عن كرامات الميت كأنه أحد الصحابة وخصاله وأخلاقه الحميدة كأنه يتكلم عن أحد لا نعرفه ولم نعش معه ونعاشرة. تناقض رهيب يدعوا إلى التقزز و الإمتعاض .دائما لا داعى للمبالغة فى فرحك أو فى حزنك.
• نظرت إلى وجوه عائلة الميت وهم متعبين ومرهقين وحيارى هل الطعام يكفي لهذه الجموع أم لا...و أنا أتذكر ملامح الفقيد و بعض وقفاته معهم و هو حي .رجاء لا تزيدوهم هما فوق همه...
•• وتخيلت هذا المشهد بعد وفاتى وتبسمت لنفسى وأنا أوزع الأدوار بين ممجد لى وبين حزين وبين من لايهتم لأمرى وبين من يهمس فى أذن من جاوره يعدد أخطائي. ولكنه مشهد عبثى من المضحكات المبكيات . لا يعلم فيه ما تخفى الصدور إلا الله.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً .