مدير قسم اعلام الدفاع الوطنى
الحوار الوطني وآفاق المستقبل 🇪🇬
مع الإعلان عن بدء جلسات الحوار الوطنى، بعد الإنتهاء من تشكيل اللجان والمحاور، هناك فرصة حقيقية لتوسيع مجالات النقاش، وتوظيف الوقت الذى إستغرقته فترة التجهيز لأن يكون تعبيراً عن حاجة حقيقية للمجتمع، وأن يطرح الأسئلة التى تتعلق بالحاضر والمستقبل ويتلقى عليها إجابات من الخبراء والأطراف المشاركة، خاصة أن أمانة الحوار أعلنت أن أغلب الجلسات ستكون معلنة بشكل يجعل المجتمع طرفاً فى الحوار.
وعلى مدار شهور منذ إطلاق مبادرة الحوار الوطنى، أتاحت الفضائيات ومنصات النشر عرض وجهات نظر مختلفة، فى السياسة والإقتصاد وإن كان الإقتصاد يشغل المساحة الأكبر لدى البعض، فإن الأحزاب تركز أكثر على الممارسة السياسية، بل إن هذا الوقت الذى إستغرقته عملية التجهيز، شهد تحولات عالمية وإقليمية فرضت بعض القضايا المتعلقة بالإقتصاد لم تكن مطروحة وقت إطلاق فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للدعوة إلى الحوار، ثم إن هذا الوقت وما تم خلال هذه الشهور من خروج أعداد متتالية من المحبوسين على ذمة قضايا أو بقرارات عفو، هذه الخطوات تمثل أحد أهم أركان الحوار، ومثلت مطلباً أولياً من الأطراف التى أعلنت مشاركتها فى الحوار الدائر، وساهمت عمليات خروج هذه الأعداد فى بناء ثقة وتأكيد الجدية فى التعامل مع ملف مهم، خاصة مع دور لجنة العفو فى إعادة المفرج عنهم للمجتمع، وإلى أعمالهم، وهى خطوات تفتح الباب لمزيد من جسور الثقة.
ومن بين العناصر الإيجابية التى تمت على مدى الشهور، هو فتح المجال لطرح قضايا الحوار فى الإعلام والقنوات المختلفة، حيث عرض سياسيون وحزبيون وخبراء وحقوقيون، رؤيتهم وأفكارهم ومطالبهم من الحوار، وهناك بالفعل ردود أفعال إيجابية من قبل المشاركين شجعت آخرين على المشاركة، والمفارقة أن بعض من أعلنوا عدم مشاركتهم أعلنوا آراءهم على صفحات مواقع التواصل أو فى قنوات ومنصات أخرى، وهو ما يجعلهم مشاركين فى النقاش أيضاً بدرجة ما.
بالطبع هناك رؤساء وممثلون لأحزاب سياسية يرون أن المحور السياسي مهم ويشكل خطوة للعمل فى الحوار، بينما بعض الأحزاب ترى أن الإقتصاد يشكل أولوية، بجانب قطاعات تشير لأهمية المحاور الإجتماعية والثقافية بجانب السياسة والإقتصادية ، وهو ما أعلن عنه خلال الأيام الماضية من تضمين كل القضايا فى محاور الجلسات، وتوسيع نسب المشاركة بما ينتج عنه توصيات تكون ورقة عمل لمرحلة جديدة.
وقلنا من البداية إن الحوار الوطنى أداة لإدارة التنوع فى المجتمع وإعطاء شعور للجميع بالمشاركة، بإعتبار أن الدولة وصلت لمرحلة من اللياقة تمكنها من إدارة حوار يعكس حيوية، ويتيح الفرصة لتنوع يملأ مساحات المشاركة .
كل هذا يجعل للحوار الوطنى قيمة مضاعفة، لرسم صورة المستقبل بمشاركة وتعاون كبير، ومن دون إستبعاد...حفظ الله مصر وشعبها وقادتها ورجال أمنها جيشاً وشرطة ووفقهم وسدد خطاهم.