google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 ذكرى بطولات مدينة السويس الباسلة
recent
عاجل

ذكرى بطولات مدينة السويس الباسلة

 ذكرى بطولات مدينة السويس الباسلة



٭اللواء. أ.ح. سامى محمد شلتوت.


قبل ثمانى وأربعين عاماً ضرب أهالى السويس مثالاً فى الصمود و النضال عندما واجهوا العدو الإسرائيلى ببسالة منقطعة النظير و سطروا ملحمة تاريخية في الكفاح لازالنا نفتخر بها اليوم

معارك السويس و دور المقاومة الشعبية فى مواجهة قوات العدو الإسرائيلى التى إجتاجت المدينة

مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر 1973 ، أدرك أهالى مدينة السويس أن القوات الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة ، و إستعد كل من في المدينة للدفاع عن الأرض ، و لأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية نظامية ، فقد إعتمد الأهالي على السلاح الخفيف ، و أصبح عبء الدفاع عن المدينة على عاتق رجال الشرطة المصرية و أبطال منظمة سيناء العربية ، التي كانت تضم مجموعة من أشجع الفدائيين ، و في اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قراراً ثانيًا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه إعتبارًا من الساعة السابعة من صباح يوم 24 أكتوبر

بدأ العدو الإسرائيلي في صباح 24 أكتوبر دك المدينة بالطيران ثم إشتركت المدفعية في القصف ، في الوقت الذي بدأ الفدائيون في تنظيم أنفسهم ، ولاحظوا أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في إقتحام المدينة ، و على الفور تم تعديل أماكن الكمائن ، و كما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور

١- محور المثلث :
و هو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة إلى السويس ، و إمتداده هو شارع الجيش و ميدان الأربعين

٢- محور الجناين :
عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي و منه إلى ميدان الأربعين

٣- محور الزيتية :
و هو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ و يمتد حتى مبنى محافظة السويس و الطريق المؤدي إلى بورتوفيق

و أعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس ، عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس

فهناك كمين رئيسي و عدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على إمتداد محور المثلث و كمين رئيسي عند مزلقان البراجيلي بشارع الجيش ، و به أفراد من القوات المسلحة و الشرطة و المدنيين ، بقيادة أحمد أبو هاشم و فايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية

و في ميدان الأربعين كمين أخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين في منظمة سيناء العربية و معه محمود طه و علي سباق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود و رجال الشرطة

و كمين أخر عند منزلقان السكة الحديد ، بجوار مقابر الشهداء ، و يضم محمود سرحان ، و أحمد عطيفي ، و إبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود و رجال الشرطة

و كمين أخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد و غريب محمود غريب من منظمة سيناء و معهم آخرون

و عند مبنى المحافظة كمين أخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصرة و معه بعض الجنود

أصبحت مدينة السويس محاصرة تماماً بفرقتين مدرعتين ، و قبيل بزوغ الصباح و سريان وقف إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ، و دخلت المدينة دون مقاومة ، و كانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية إلى المصيدة ثم محاصرتها

إنتظر جميع الفدائيين القوات الإسرائيلية حتى تدخل إلى مدينة السويس لإيقاعهم في المصيدة ، حيث بدت لهم السويس كمدينة من الأشباح حتى إطمئنوا و خرجوا من المدرعات يتفقدوا المدينة و شوارعها حتى فتحت السويس عليهم أبواب الجحيم ، و دارت معركة طاحنة بين الفدائيين و قوات العدو ، و كانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد و مجموعته رتل من الدبابات ، و قام عواد بإطلاق ثلاث قذائف أر بي جي لم تكن مؤثرة ، و إنتقل الكمين الذي كان يتمركز عند سينما رويال لمساندة محمود عواد و مجموعته

و في الوقت الذي كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه و صوبه مباشرة نحو الهدف ليخترق برج الدبابة و يطيح برأس قائدها الذي سقطت جثته داخل الدبابة ، ليطلق طاقمها صرخات مرعبة و يفروا مذعورين و من خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها

يقول الفدائي محمود عواد قائد الفدائيين في منظمة سيناء :

بعد أن أصيب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية ألقى سلاحه و قام بحركات بهلوانية و أخذ يصفق بقدميه مبتهجاً و هو يصرخ يا أبو خليل يا جن :D

و فتح الفدائيون النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر و الهلع ، و تركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر و لم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الأخرى ، و إستدارت هاربة و تصادمت مع بعضها البعض و إندفع أبطال السويس يتصيدون الدبابات المذعورة واحدة تلو الأخرى ، و في ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس و هو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفي أبو هاشم الذي إستشهد في 8 فبراير 1970

و بعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التي دخلت المدينة ، تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو ، و تحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم و إطلاق النيران عليه من كل جانب ، و حاول الجنود الإستسلام لكن المحاولة فشلت ، و لم يعد أمام أبطال السويس إلا إقتحام القسم ، و جاءت المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز و معه أشرف عبد الدايم و فايز حافظ أمين و إبراهيم يوسف ، و تم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته و لياقته البدنية في القفز فوق سور القسم ، لكن رصاصة غادرة من العدو أسقطته شهيداً فوق سور القسم و بقى جسده معلقاً يوماً كاملاً ، حتى تمكن الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد

يقول محمود عواد إن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا مات أن يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنة بنفسه ، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك و قام عواد بدفن الشهيد بنفسه

و بعد إنتهاء حصار السويس الذي إستمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامة بإخراج جثمانه لينفذ و صيته ، يقول الشيخ سلامة :

أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق و ليس من 100 يوم ، و يومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها

و جاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم و فايز حافظ أمين اللذان قررا إقتحام القسم من الأمام ، و بعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناصة العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيداً على سلم القسم ، و يسقط زميله فايز شهيداً بجوار الخندق داخل القسم

وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد إنسحبت بالكامل خارج السويس ، بعد أن تركت قتلاها و مدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم

و تمكن البطلان محمود عواد و محمود طه من إحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها العدو

و ظل حصار السويس لمدة 101 يوم ، إلى أن إنسحبت منها فى شهر فبراير 1974 بناءاً على إتفاقية فصل القوات تطبيقاً لقراري مجلس الأمن 338 و 339 و خوفاً من تداعيات الموقف المصري و التي كانت بدأت بقطع إمدادتهم تمهيدًا للقضاء على القوات الصهيونية المحاصرة ، و في خلال تلك المدة إنتهكت إسرائيل جميع قواعد القانون و العرف الدوليين و مبادئ الأخلاق ، حيث ردموا ترعة المياه العذبة التي تنقل المياه من الإسماعيلية إلى مدينة السويس و الجيش الثالث ، و فككوا مصنع تكرير الوقود و مصنع السماد اللذان كانا يقعان خارج مدينة السويس ، و نقلوهما إلى إسرائيل

أما الأجزاء الثقيلة التي لا يمكن نقلها ، فقد نسفوها عن أخرها ، قبل أن يغادروا المكان ، لقد فككوا المواقع و المعدات من ميناء الأدبية و أخذوها معهم ثم نسفوا ما لم يستطيعوا نقله و فككوا خطوط أنابيب المياه و أنابيب البترول التي كانت تمر في المنطقة ، و نهبوا و إستولوا على المواشي و المحاصيل التي كانت في حوزة الفلاحين الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة ، ورشوا المبيدات و المواد الكيماوية لقتل الأشجار و النباتات و الزراعات

و لم تكن عمليات النهب و السلب عمليات محلية ، يرتكبها الجنود و القادة المحليون كما هي العادة دائماً بالنسبة لجيوش الإحتلال ، و إنما كانت عمليات منظمة تتم بناءاً على تعليمات من الحكومة الإسرائيلية و تأييدها

إنتصرت السويس إنتصاراً باهراً و أصبحت مقبرة الصهاينة بعد أن كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح و المعدات دفعتهم إلى الإنسحاب و للإستجابة لقرارات مجلس الأمن ، بعد أن أحسوا بالخطر الذي كان ينتظرهم ، بعد أن تم قطع الإمدادات عنهم ، تمهيداً للقضاء عليهم في السويس ، و منذ هذا التاريخ تحتفل محافظة السويس في الرابع و العشرين من أكتوبر كل عام بعيدها القومي.

٭٭منقولة من سجلات التاريخ والفخار المصرى. عاشت مصر بلادى حرة أبية عصية على كل غادر وسلمت بلادي من كل سؤء بفضل أبنائها الأوفياء.

author-img

الادارة العامة

تعليقات
    ليست هناك تعليقات

      الاسمبريد إلكترونيرسالة

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير