google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 سورة يس ملئ بالعبر والحكم والدروسذ
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

سورة يس ملئ بالعبر والحكم والدروسذ


٭اللواء. أ.ح. سامى محمد شلتوت.

• توقفت كثيرًا أمام (سورة يس)، فوجدت فيها أمرًا ربما لا نلتفت إليه كثيرًا ... ترتبط سورة يس بالموت ... غالبًا ما تجد أهل المتوفي يعكفون على قراءة سورة يس يوم الوفاة لعل الله ينفع بها الميت ، والأوفياء منهم يواظبون عليها عدة أيام بعد وفاة عزيز عليهم.

٭ لكني ألتفت إلى أمر مهم في سورة يس .... قال الله عن القرآن الكريم فيها ( لينذر من كان حيّاً ) ولم يقل لينفع من كان ميتًا ، لست أناقش هاهنا موضوع إنتفاع الميت بقراءة الحي للقرآن ، ولكني ألتفت إلى أننا أغفلنا الحكمة الأعظم من القرآن ( لينذر من كان حيًا ) ، ثم جعلت أتسائل ... كم من الأحياء الذين قرأوا سورة يس إنتفع بها ؟ . 

٭ كم منهم تعلم منها ولو معنى واحد ؟ كم منهم أثرت في حياته وغيرت منها شيئًا ؟ هؤلاء الألوف الذين يقرأوها كل يوم .. ما صنعوا بها ؟

٭ تسألتني ... ماذا صنعت أنت بها ؟ .... ووقفت قليلاً أتدبر السورة ، حقيقة لفت إنتباهي فيها آيات كثيرة ، لكنّ أبرز ما لفت إنتباهي هي قصة القرية التي جاءها المرسلون.لعل أكثرنا يعرفها ، لكن الذي إستوقفني فيها شئ أدهشني..
في القصة أن رجلاً من القرية أقتنع بما يدعوا إليه المرسلون ، وقام ملهوفًا على قومه ( من أقصا المدينة ) ، جاء يحاور قومه ويدعوهم إلي ما أعتقد أنه سبيل الفوز والسعادة ، جاء يحمل الخير لهم ، جاء فزعًا إلى نضج أفكارهم، جاء بخطاب يمس العاطفة فيستميلها ، ويخاطب العقل فيقنعه
وكانت مكافأته من قومه أن قتلوه ، ليست قتلة عادية ، بل بطريقة حقيرة رديئة لا يزاولها إلا حيوان بريٌ لم يعرف شكلاً إلى التهذيب والتربية ... 

٭ تروي التفاسير أن قومه قاموا إليه فركلوه ورفسوه حتى خرج قَصُّهُ ( عظمة القص تصل ما بين الأضلاع ) من ظهره ثم يدهشك ما سيحدث بعد ذلك ....
يخبرنا القرآن أن هذا الرجل قيل له ( أدخل الجنة ) ... لو كنت مكانه لفكرت على الفور ... ياربي والقتلة ألن تنتقم لي منهم ؟ ألن تعذبهم ؟ يارب سلط عليهم حميرًا ترفسهم حتى يموتوا  ..... لكن الذي أدهشني هو أمنية الرجل:
{ قال ياليت قومي يعلمون .بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين }..

٭ حقيقة توقفت كثيرًا أمام هذه النفسية العظيمة ، نفس رحبة واسعة جدًا ، حتى أنها لم تحمل ضغينة على القتلة ، بل على العكس كانت أول أمنية له فور أن بشر بالجنة لو أن هذا المجتمع القاسي الذي قابل الجميل بالقتل ، لو أنهم يعلمون المنقلب ، لو أنهم يطلعون على الخير الذي أعده الله للصالحين { ياليت قومي يعلمون } 
أدهشني حرصه على الخير لقومه مع ما واجه منهم....!!!!!!!!!!!!

٭  أدهشني تمسكه بالرغبة في إصلاحهم مع ما تبين من عناده
أدهشني همته في دعوتهم للخير مع توقف مطالبته بالعمل أدهشني حبه الخير للآخرين،حتى من آذوه..

٭أدهشني أن تكون أول أمنية له لو أنهم يعلمون.

★ثم وقفت من سيرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على موقف مشابه فى رحلة الطائف  ويأتيه ملك الجبال {لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين } ... فيجيب { اللهم إهدي قومي فإنهم لا يعلمون }.

★ وصلت إلى خلاصة القول ....
٭ الكبار وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة صغارالناس من أجل هدف أسمى ... هو إصلاحهم. 
٭ الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحدًا إنتقامًا لأشخاصهم.
٭ الكبار وحدهم هم الذين تكون أمنياتهم بناء.
٭ الكبار وحدهم هم من يتقبلون دفع ضريبة حمل الإصلاح للناس.
٭ الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف عامة المجتمع أقدارهم .
٭اللهم اجعلنا منهم ...

★ إهداء للصحبة الطيبة ...
السيــره الطيبه هي أجمـــل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين..
إذَا مَاتَ القَلْبُ.. ذَهَبَتِ الرًحمَة.
 وَإذَا مَاتَ العقْلُ ..ذَهَبَتِ الحكْمَة وَإذَا مَاتَ الضًميرُ .. ذَهبَ كُلُ شَيء ...

★ رفاق الروح مازلتم بوسط القلب أحبابا، وإن غبتم وإن غبنا فإن الحب ماغابا، هي التقوى تجمعناوحب الله قد طابا، رضا الرحمن غايتنا وللفردوس طلابا ..
 وتسعد بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم  .
author-img

الادارة العامة

تعليقات
    ليست هناك تعليقات

      الاسمبريد إلكترونيرسالة

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير