google-site-verification=SO8o_ryRZ6ZApHp9w9lFKUxibjH7cWcxPFHb--FJ3Eg UA-230009156-1 قهوه فاروق أحد أشهر مقاهى الأسكندريه بحى الجمرك
recent
عاجل
Accueil

قهوه فاروق أحد أشهر مقاهى الأسكندريه بحى الجمرك

متابعة .
عصام فتحي سعد
مدير الهيئة الوطنية للتوعية اعلام الدفاع الوطني.
في ليلة من ليالي صيف عام 1938 كان الموكب المهيب لملك مصر، حينذاك، فاروق الأول، يتحرك بسرعة شديدة على طريق الكورنيش متجها نحو قصر رأس التين، غرب الإسكندرية، حيث أحد القصور الملكية التي كان يقيم بها الملك أثناء زيارته إلى مدينته المفضلة عروس المتوسط.
ولكن، وقبل دقائق من بلوغ الموكب القصر، فوجئ الحراس ورجال الأمن، على دراجاتهم النارية التي كانت تتقدم الموكب، بحسناء ذات ملامح أجنبية لا تخطئها العين، تقطع الطريق ووقفت بثبات وسط الشارع وسط ذهول أهالي منطقة بحري، أقدم وأعرق المناطق الشعبية في الإسكندرية، الذين كانوا مصطفين على جانبي الشارع لتحية الملك الذي كان يخرج ذراعه من نافذة السيارة ليرد لهم التحية.
وازداد الذهول من المنظر، عندما توقف الموكب وترجل من السيارات المصاحبة للموكب عدد من رجال الأمن والشرطة لاستطلاع الأمر، وإبعاد السيدة الحسناء ذات الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين، التي باغتتهم بالجري نحو سيارة الملك ونادته بلكنة عربية غير واضحة: «يا جلالة ملك مصر».
هنا أشار الملك لحراسه بأن يتركوا السيدة - واسمها ماري بيانوتي - لتتحدث إليه، وفعلا تقدمت نحوه وأدت له التحية الملكية بانحناءة الاحترام المعروفة، وطلبت منه شيئا لا يمكن أن يتوقعه ملك في العالم.
بكل بساطة، عرضت على الملك فاروق أن يترجّل من سيارته ويوقف موكبه لتستضيفه في المقهى الذي تملكه، الذي كان يسمى حتى ذلك اليوم مقهى «كاليميرا»، أو «صباح الخير» باللغة اليونانية.
ولم ينته المشهد عند هذا الحد، بل فاجأ الملك فاروق الجميع باستجابته لطلب ماري. وأمام الجميع أشار الملك لأفراد الحاشية المصاحبة بأن ينزلوا من سياراتهم ليجلس الملك داخل المقهى، حيث تجمع الآلاف خارجه ليشاهدوا ملكهم وهو يجلس في مقهى شعبي.
وحقا، طلب الملك يومذاك «النارجيلة» أو الشيشة التي اشتهر بتدخينها طوال فترة حكمه التي امتدت 16 سنة (1936 - 1952)، كما طلب كوبا من الشاي المصري.
العم سيد حافظ، مدير المقهى الحالي، يبتسم وهو يروي القصة لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «هذه القصة توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل.. ولا يوجد شخص في منطقة بحري لا يعرفها. فالآباء يحكونها لأبنائهم، وهكذا على مر الأجيال». والطريف أنه جرى تغيير اسم المقهى منذ ذلك اليوم إلى «مقهى فاروق»، ابتهاجا واعتزازا بزيارة الملك التاريخية.
ويواصل العم سيد كلامه، قائلا: «أعطى الملك للسيدة ماري عطية ملكية لم يعرف أحد مقدارها، لكنها منذ اليوم التالي للزيارة أقدمت على تغيير الديكورات الخاصة بالمقهى، بالإضافة إلى الاسم بالطبع. وأوصت بتصنيع رسوم نحاسية خالصة يدوية للتاج الملكي عند صناع مهرة في حي خان الخليلي بالقاهرة، الذي يشتهر بتصنيع الأدوات التي كانت تستخدم في عصور تاريخية قديمة. وتكلفت التيجان في ذلك الوقت مبالغ كبيرة جدا بمقاييس ذلك الوقت.. وجرى تثبيت هذه التيجان على الأبواب لتصبح شعار المقهى المميز».
اليوم تجد على جدران المقهى الداخلية العديد من الصور للملك فاروق الأول، بينها صورة يبدو فيها وهو يدخن النارجيلة (الشيشة).. وأخرى وهو على صهوة فرسه أثناء مزاولته رياضة الفروسية. وأيضا تنتشر على جدران المقهى صور لأحياء الإسكندرية القديمة تبرز كيف كان شكلها وتخطيطها.
يقول العم سيد: «لقد ورثنا طريقة الإدارة الأجنبية الجادة من السيدة ماري، إذ يرتدي كل العمال في المقهى زيا موحدا هو عبارة عن جاكيت وقميص وبنطلون بني اللون، بالإضافة إلى رابطة عنق». ويضيف: «لا نسمح أبدا لأي عامل بأن يكون شعره طويلا أو سيئ الهندام. نحن نحافظ على أناقة المقهى، وقد اشتراه الحاج السيد همام من السيدة اليونانية في مطلع الستينات، لكنه وأولاده من بعده أصروا على الاحتفاظ بالطابع التراثي القديم للمقهى. حتى المقاعد نحرص على أن تكون بنفس الشكل التراثي القديم.. وكذلك دهانات الجدران والأدوات المستخدمة من أكواب وخلافه. كذلك، يهتم أصحاب المقهى كثيرا بتجديد وتلميع التيجان الملكية النحاسية، المثبتة أعلى أبواب المقهى الـ4 من عدة جوانب مرة، كل سنة بواسطة متخصصين في صيانة الأدوات النحاسية
من جهة ثانية، يتميز المقهى بوجود العديد من أكبر المطاعم السياحية الشهيرة حوله في منطقة بحري، مما يجعل منه قبلة السائحين أو أبناء المدينة، الذين ما إن يفرغوا من تناول الوجبات الشهية في المطاعم المحيطة بالمقهى حتى ينتقلوا لتناول المشروبات الساخنة والمثلجة وتدخين النارجيلة في مقهى فاروق
ويذكر العم سيد حافظ أن الدكتور أحمد زويل، العالم المصري العالمي الحاصل على جائزة نوبل، كان من أبرز زبائن المقهى، «إذ ارتبط به منذ كان طالبا في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية. وحتى الآن كلما جاء الدكتور زويل إلى الإسكندرية لا بد أن يأتي إلى هنا، وهو يعرف العاملين.. ويناديهم بأسمائهم، ويقول لنا إنه لا يشعر بأنه جاء إلى الإسكندرية ما لم يأت لزيارة المقهى
أيضا كان الفنان الراحل فؤاد المهندس من أهم زبائن المقهى، وظل طوال 30 سنة يتردد يوميا في كل صيف على المقهى، ويجمع من حوله العديد من الفنانين للجلوس معه بينهم الراحلة سناء يونس ومحمد أبو الحسن وهشام سليم.
ومن الجيل الجديد من نجوم السينما، يأتي الفنان أحمد السقا على رأس قائمة زبائن المقهى الذي - كما يقول العم سيد - يفضل تدخين الشيشة «التنباك»، وهي من أهم ما يتميز المقهى بتقديمه لزبائنه، وأيضا من عشاق تدخين «التنباك» العديد من السياح الذين يتوافدون على المقهى، خصوصا من السوريين واللبنانيين الذين يعشقون هذا النوع من الشيشة
وفي عودة أخرى إلى الماضي، يروي محمد سامي، أحد أقدم رواد «مقهى فاروق»، وهو مهندس بالمعاش، عن تمتع المقهى بدور اجتماعي متميز اعتاد عليه أهالي المنطقة منذ عقد الثلاثينات من القرن الماضي، ويقول:إن السيدة ماري، صاحبة المقهى، كانت في ذلك الوقت تدعو كل (فتوات) المنطقة وكبار العائلات إلى الجلوس والتحدث حول مشاكل المنطقة .

منقووول .🌹
author-img

الادارة العامة

Commentaires
    Aucun commentaire

      NomE-mailMessage

      إعلام الدفاع الوطني المصري

      اعلام الدفاع الوطني - اعلام سياسي - ثقافي - اجتماعي - اقتصادي-فن ومشاهير