هناك فنانون كثر لا نعلم عنهم شئ، ورغم نجوميتهم وقتها إلى أن ظهور ومشوارهم الفني الخاطف جعلهم من المنسيين في عالم الفن.
من منا يعرف فنان يحمل إسم “شالوم” وسبق الفنان الراحل إسماعيل ياسين بسلسلة أفلام تحمل إسمه، ورغم نجوميته في ذلك الوقت، إلا أن القدر كان له رأي آخر في استمراره.
وكان لهذا الفنان الذي بدأ مع بداية صناعة السينما المصرية كوميديته وفنه الذي ميّزه وصنع نجوميته لكن عند ظهور الفنان المصري على الكسار وشهرته، أثرت على مستقبل “شالوم” وتواجده الفني ليصبح من المنسيين.
- هو ممثل كوميدي مصري ولد عام 1900، وصنع مجموعة من الأفلام البارزة في حقبة الثلاثينيات مع المخرج الشهير توجو مزراحي، منها: “شالوم الرياضي”، “شالوم الترجمان”، “العز بهدلة” كما كون في نفس الفترة ثنائيًا فنيًا مع الفنان أحمد الحداد عرف بإسم “شالوم وعبده”.
- اسمه الحقيقي “ليو آنجل” وعمل في عدد من المهن البسيطة، حتى انضم لفرقة فوزي الجزايرلي المسرحية، وبعدها تعرف على المخرج الشهير توجو مزراحي.
- لم تستمر نجوميته كثيرًا خاصة بعد ظهور الفنان علي الكسار على الساحة، والذي أصبح هو نجم السينما الأوحد آنذاك.
- ابتعد عنه المنتجون والمخرجون حتى المخرج الذي اكتشفه وكان صديقه توجو مزراحي تخلي عنه.
- كان لظهور الفنان على الكسار الأثر على مستقبل “شالوم” الفني، وأتجه المخرجون إليه حتى “توجو مزراحي” أخرج له تاركًا صديقه اليهودي وفنه وراء ظهره.
- ذاع صيت على الكسار من خلال المسرح ودخل السينما نجما بعدد من الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا وأصبح هو نجم الشباك.
- وتوفي الفنان المغمور في عام 1948 عن عمر يناهز 48 عامًا، ودُفن اسمه الفني معه.
أهم أعمال “شالوم”
قدمه المخرج “توجو مزراحي” لأول مرة في بطولة فيلم “الكوكايين” عام 1930، وهو فيلم صامت، استطاع من خلاله أن يثبت أنه من الممثلين الجيدين.
أول فنان تُنتج أفلام بإسمه
وكانت الانطلاقة الحقيقية للفنان الكوميدي المنسي، حينما قدم عام 1935 بطولة فيلم “شالوم الترجمان”، الذي أراد به المخرج توجو مزراحي، أن يكشف الجانب الفكاهي من خلال حياة شاب يهودي، وإثبات أن اليهودي شخص عادي، لا تلتصق به صفة البخل، أو يتحدث بطريقة غريبة.
وبهذا يعتبر شالوم هو أول فنان مصري تنتج أفلام خاصة تحمل اسمه، وقد سبق بذلك الفنانة ليلى مراد، والفنان إسماعيل ياسين.
سبب ابتعاده عن الفن حتى وفاته
كانت هناك “منظمات وجماعات سرية يهودية” لتهجير اليهود لما أسموه بأرض الميعاد “فلسطين”، خاصة بعدما حصلوا عام 1917 بوعد بإنشاء وطن قومي لليهود على أرضهم، طبقا لما جاء في وعد بلفور الشهير .
ومن ذلك الوقت ابتعد شالوم عن السينما والبعض أرجع ابتعاده نظرًا لاهتمام المخرج توجو مزراحي بنجم جديد وهو الفنان الكوميدي علي الكسار، مما “سحب البساط” من تحت أقدامه، ولكن البعض الآخر يرجع الأمر إلى الحساسية المفرطة من كل ما هو يهودي وقتها.
وبالفعل “شالوم” هو الفنان اليهودي الوحيد الذي ظهر طيلة الوقت بشخصية اليهودي في أفلامه، عكس الممثلين اليهود الذين انغمسوا في تقديم أدوار متعددة، ولم يحصروا أنفسهم في نمط أو ديانة محدده .
وبالمناسبة رفض شالوم الهجرة لإسرائيل إلا إنه عانى من عزوف المنتجين، ومن رفض المجتمع له، فقرر الهجرة للعاصمة الإيطالية روما، على الرغم من أنه عرف عنه حبه الشديد لمصر.