إعلام الدفاع الوطني
شئون المراة - النمسا 🇦🇹 ڤيينا
مبروكه خفاجي فلاحه مصريه اصيلة من
قرية مطوبس ،التابعة لمحافظة كفر الشيخ. تزوجت من ابراهيم عطا وكان يعمل بوسطجي ، كان متزوج ولديه اولاد ، كانت مبروكه حياتها صعبة جدا كزوجة ثانيةً ومن كثرة المشاكل بينها وبين زوجها ، طلقها وهي حامل في أبنها الوحيد وتحملت الكثير من اجل رعايته وتعليمه ، رغم فقرها وعدم تعليمها الا ان إيمانها ، كان شديدًا بأهمية التعليم .
كانت تحلم لأبنها بمستقبل مشرق ، وضعت أبنها علي أبراهيم سنه ١٨٨٠ م ، ووصل الي المرحلة الابتدائيه وحصل عليها بنجاح باهر ، فقد كان نابغة ومتفوق منذ الصغر ، كانت امه الداعم الاول له .
عندما طلب والده ان ياخذ ابنه علي وان يترك الدراسة ويساعده في عمله ولكن مبروكه رفضت رفضا قاطعا . لم تكتفي مبروكه بالرفض إلا انها قررت ترك المحافظة وابعاد أبنها عن ابيه ، مهمًا كلفها الامر .
و عندما جاء الأب ليأخذ أبنه الى الإسكندرية ليعمل معه ، ارسلت لاحد أقاربها وكان يقيم في القاهرة ، رسالة بسرعة التوجه الى محطة القطار.
وهربت مبروكه ليلًا من سطح بيتها لسطح الجيران ، وذهبت مسرعه الي محطة القطار حيث كان ينتظرها احد أقاربها وكان اسمه السمالوطي .
عاشت الام وحيدة تعمل ليلا نها ، جاهدة لاجل أبنها الوحيد ، كانت ترسل لأبنها المال باستمرار ، ليعيش بشكل جيد ومستقل بكرامة.
تحملت قسوة الحياة وفقر العيشه كانت تعمل اي شئ اشتغلت ( بائعه ) كانت تصنع الجبنه في البيت وتبيعها في الأسواق ، وعملت ( دايه ) للسيدات بمقابل مادي ، كانت تعمل في البيوت بكل جهد دون ملل من اجل توفير المال لأبنها.
حتي أنهي الابن دراسته الثانوية والتحق بكلية الطب ، كإن أبنها عنده شغف ليكون متميزا ويحقق حلم امه ، رغم انشغاله بالدراسة كان يحفظ القرآن الكريم ، وحاول تخفيف العبء عن امه ، فكان يرسل لأمه راتبًا تدفعه له الكلية و هو منحه تفوق ، وبجانب دراسته كان يعمل لكسب قوته وأحيانا كان يعمل بقراءة القرآن في القبور يوم الجمعة ويتقاضى أجرًا مقابل ذلك .
بعد عناء طول اصبح طبيبًا جراحًا مشهورًا ، كان اول جراح مصري يتم تعيينه ، في مستشفي القصر العيني ،
و في ذلك الوقت الاطباء البريطانيين هم فقط يعملان في مهنه الطب ، ويشاء القدر ان الدكتور علي أبراهيم ابن الفلاحة البسيطه مبروكه ، يجري عملية للسلطان حسين كمال ملك 🇪🇬 مصر في ذلك الوقت ، ويعطيه مكافاة الف جنيه ذهبيًا ويلقب بطبيب السلطان .
كانت اللحظة الفارقة للدكتور علي إبراهيم. ذاع صيته في المحروسه 🇪🇬 كلها . وأصبح الكل يعرفه وله اسم كبير وسط الإطباء المشهورين .
كان يحلم ببناء مستشفي جديدة للقصر العيني ، حتي يتم علاج جميع الفقراء ، كآن دائمآ ينظر من شباك مكتبه علي الارض الفضاء المقابلة للمستشفى ، التي كان يملكها الملك فؤاد ،
ويشاء القدر ان في أحدٍ الأيام أثناء علاج الملك فؤاد ، يطلب منه الدكتور ابراهيم ، ان يتبرع بقطعة الأرض للمستشفى ، قائلًا له انت لديك قصور كثيرة لكن الفقراء لا يجدون مكان للعلاج ، ووافق ألملك بالتبرع بقطعة الأرض. وكان طموحه ان يتم بناءً الأرض وتكون مكان للتدريس والعلاج في نفس الوقت .
والقدر يساعده مره اخري ، بعد فترة يمرض رئيس الوزراء وكان إسماعيل صدقي باشًا في ذلك الوقت ، فانتهزا الدكتور علي ابراهيم الفرصة ليطلب منه تمويلًا حكوميًا لبناء قطعة الأرض ، وبالفعل وافق وتم تخصيص مليون جنيه مصري للبناء ليصبح القصر العيني مجموعة مستشفيات عظيمة قبله التعليم الطبي والعلاج في مصر 🇪🇬 .
وبعد فترة قصيرة أصبح الدكتور علي إبراهيم وزيرًا للصحة ومديرًا لجامعة القاهرة ، وأسس جامعة الإسكندرية ، والهلال الأحمر ، وجمعية القرش لتشييد المصانع المصريه ، كما أسس نقابة الأطباء والجمعيات الخيرية ، بما في ذلك جمعية إنقاذ الطفولة .
كان علي باشا ابراهيم وراء إصدار قانون لممارسة الطب في مصر 🇪🇬 ، حيث حصل على تقديرًا في أبحاثه المهمه في العديد من الأمراض المعدية وغير المعدية مثل ( الكوليرا ، البلهارسيا ) وحصل علي مستوى العالم لقب ( سير ). من بريطانيا والذي حصل عليها فيما بعد الدكتور مجدي يعقوب ، من ملكه بريطاينا .
هذه هي حكاية ام بسيطة ، فلاحه مصريه لاتجيد الكتابة ، حكاية بطولة أم كانت تعمل ليل نهار بكل جهد وأمنت بحلم ومستقل مشرق لأبنها الوحيد وحققت حلمها ، وأصبح أبنها جراح مشهور ، عميد مستشفي القصر العيني ، وزيرا للصحة لقب سير من بريطاينا ، قصة كفاح ، أم من القرن الماضي وكانت ثمرة نجاحها هو الأستاذ الدكتور علي باشًا إبراهيم ، الذي عاش دون أب ليصبح هو بفضل أمه الفلاحه البسيطة ، أصبح رائد للنهضة الطبية الحديثة في مصر 🇪🇬 والشرق الاوسط .